pixabay - cc0

الصديق الحقيقي، حقيقة أم وهم؟

كيف يكون الصديق الحقيقي؟

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry
دائمًا يسألني الناس، من هو الصديق الحقيقي؟
هل يوجد أصدقاء حقيقيين؟
كيف يكون الصديق الحقيقي؟
وكيف نبادله الصداقة؟
الصديق الحقيقي، هو دعوة من الله، هو نداء تسمعه من الرب، هي صداقة يباركها الرب، صداقة لم تنشأ بالصدفة، بل على العكس، يضعك الرب في طريق أحد ما، ويقول لك: أريدك أن تهتم به، أن تمثل صورتي في حياته، أن تكون الصديق الحقيقي، فتقول للرب: ها أنذا يارب، وتنطلق بكل فرح.
الصديق الحقيقي:
هو الّذي في كل ليلة يتصل بك، ليخفف من أحزانك وآلامك ودموعك، فتنام أنت فرحًا، أما هو يبقى الليلة كلّها حزينًا، ويذرف الدموع، لأنه رآك تتألم، وهو كان بعيدًا…
هو الّذي دائمًا يصلّي للرب، ومحور صلاته دائمًا أنت. فيبقى دائمًا في تواصل مع الرب، في فرحك يشكر الرب على ذلك، وفي حزنك، يقف أمام الرب والدموع في عينيه قائلًا له: أرجوك يا رب انشله من حزنه، وأعطني أنا هذا الحزن لأحمله بدل عنه…
هو سمعان القيرواني الّذي عندما يراك رازحًا تحت ثقل صليبك، يتدخل ليشاركك في حمله…
هو الّذي يسخّر كل شيء في خدمتك، ماله، مواهبه، ثقافته. عندما ينقصك شيءً ما يهب مسرعًا لشراءه لك حتى لو كان بحاجة لذلك المال. إذا كان شاعرًا، يمضي وقته في كتابة الشعر لك. وفي أوقات الدرس يضع كل طاقته ليخفف من ثقلها عليك…
هو الّذي دائمًا يحثك لتكوين أصدقاء وأحباب ولكي تمضي أوقات معهم، فيجلس في غرفته منتظرًا عودتك ليسألك كيف كان اللقاء؟ ولينام مرتاح البال بأنك كنت سعيدًا…
هو الّذي يقدّر عائلتك وأصدقائك، فيضعهم في عيونهم ويخدمهم لأنهم ساهموا في زرع الإبتسامة على وجهك…
هو الّذي لا يرغب بأن يقوم بأي عمل أو نشاط وأنت غير موجود به، فيفضل الوحدة على ذلك، فكلّما ينتهي عمله، يعود إلى البيت، منتظرًا بأن تنتهي من نشاطاتك وأعمالك عند ذلك يستطيع مكالمتك، حتى لو اضطر الإنتظار مطولًا…
هو الّذي معظم أحاديثه مع الناس تدور حولك أنت، عن مواهبك، عن أعمالك، عن صفاتك الرائعة، عن….
هو الّذي يدعمك عندما تقوم بمشروع ما، يضع كل طاقته لتكون أنت الأول فيه، وعندما ينتهي المشروع وتبدأ الناس بمدحك، ينسحب إلى الوراء ليتأمل هذا المشهد الرائع، كيف أن الناس حولك وأنت المحور. فيقول في قلبه: شكرًا، لك يا رب…
هو الذي يقول دائمًا بأن سرّ سعادته ونجاحه وتفوّقه بحياته هو أنت…
هو لا يرغب بأن يعقيقك أبدًا، إذا رأى بأن قربه منك يقتلك، يرجع إلى الوراء لتحيا من جديد، إذا طلبت منه الرحيل، يرحل. وإذا ناديته من جديد يعود…
هو لا ينجرح أبدًا منك، لأنه عندما يأتي ليتذكر ذلك، يكون قد نسي الجرح. هو لا يلومك أبدًا، بل يلوم ذاته ولا يلومك. يلوم ذاته ويعاتبها على كل مرة لم يكن بها جيدًا معك، على كلّ مرة جرحك…
هو الّذي مستعد دائمًا بأن يكون الجسر الذي تطأه أقدامك لتعبر إلى الجهة الأخرى. هو مستعد دائمًا بأن يرمي نفسه بالحفرة أمامك لكي لا تقع أنت…
هو الّذي يكون مصابًا بنفس المرض، فيعمل دائمًا على إعطائك الدواء والتضحية بدوائه لكي تكون أنت بصحة جيدة…
هو الذي يسخّر حياته في خدمة حياتك…
قد يتساءل البعض، هل يوجد هكذا أصدقاء…؟
أفتحر بأن أقول “نعم، وقد التقيت بهم في حياتي ومازالوا…”.
ولكن سؤالي أنا للذين يتساءلون “لماذا لا تكونوا أنتم الأصدقاء الحقيقيين”؟
Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الخوري سامر الياس

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير