بيت العائلة ليس فقط مكانًا لإقامة البشر… هو بيت المبادئ، والتّقاليد، والعواطف، والفضائل…
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
دعا الطّوباويّ المسيحيين إلى مدرسة “العائلة”، تلك المدرسة الّتي تربّي الأولاد على الأخلاق، والخير… ذاك المجتمع الصّغير الّذي يعدّ مجتمعًا أكبر… ووطنًا أفضل …. مدرسة يتخرّج منها المتعلّمون سعداء بما ورثوه من وزناتٍ، توصلهم إلى السّعادة الحقيقيّة …. واعتبر العائلة مباركة، وسعيدة ، وناجحة ، عندما يسمح الزّوجان أن يمكث الله فيها.
وهل أجمل من أن نسمح لربّنا بالمكوث معنا ، على مائدة خير نُعدّها، لنحظى بفرح الدّنيا، والآخرة؟؟؟؟؟
اعتبر الكبّوشيّ، أنّ لا شيء أجمل من رجلٍ، وامرأة اتّفقا، وانسجما معًا، وسعيا دومًا إلى تدبير بيتهما، وتمثّلا بالعائلة المقدّسة، بيسوع، ومريم، وماريوسف ، هم المثال الأعلى لطلّاب كمال الفرح، والحبّ….
حاضرنا بحاجة إلى أمّ، وأب يؤسّسان مدرسة الحبّ، والسّلام، والإيمان… ذاك الإيمان الذّي يبني على أساس المسيح، ذاك الإيمان الذي يعتبر الله ربّ البيت، هو السّاكن الدّائم في قلب أفراد العائلة، هو النّور الذي يستيقظون على شعاعه، هو دفء برد ليلهم، هو سلام اضطرابهم، وضحكة سهراتهم…
حاضرنا بحاجة إلى عائلة تصلّي…
عائلة صلبة، ومتماسكة بإيمان أفرادها….
” ما يبلبلُ الأرضَ كلّها، هو أنّه نُهملُ أطفالنا الأخصّاء، فنهتمّ بأن نؤمّن لهم ثروةً، ونُهمل نفوسهم”. (يوحنّا الذّهبيّ الفم.)
بالرّغم من كلّ ما تمرّ به عائلاتنا اليوم من خوف، وقلق… بالرّغم من آلام كثيرة تهدّد سكينة غدنا، سنجعل الإيمان قوّتنا، سنعتمد المحبّة مدبّرة منازلنا…. لن نجعل من الأزمات، غصّة اشتياقٍ، ووحدة، وضعف… سنجعل صعوباتنا يوبيل تجدّد، وعودة إلى ذواتنا. سنعي ما أمدّنا به الرّبّ من نعمٍ …لن نسمح لعناكب الألم، بأن تبني كوابيسها في زوايا غرفنا… مع صغارنا سنفتح كتابنا المقدّس، ونتغذّى من كلمة الرّبّ، سنحمل سبحة صلاتنا ، لنثبت أقوياء، ونملأ أماكننا بطيوب الحبّ، والفرح…
أساس بيوتنا هو يسوع المسيح …لأجل ذلك سينساها الجفاف، والتّشقّق لأنّها مباركة بماء حبّه، وينابيع رحمته…. لن تقوى الأوبئة على قلوبنا السّليمة، لن يزعزع الضّيق جدارعائلاتنا، لأنّ أساسنا متينٌ، وبناءنا سليمٌ من أعاصير الحياة، وصعوباتها….