توجّه البابا فرنسيس، بالرغم من ألم حاد في ركبته، إلى السفارة الروسية لدى الكرسي الرسولي، صباح يوم الجمعة، 25 شباط 2022، بحسب ما أكّد الكرسي الرسولي: إنها خطوة غير مسبوقة ومتواضعة يقوم بها البابا بتوجّهه إلى سفارة وذلك بسبب الضرورة الملحّة التي شعر بها.وقد تصدّر هذا الخبر عناوين الصحيفة الفاتيكانية لوسيرفاتوري رومانوـ في اللغة الإيطالية.
عبّر البابا عن قلقه للسفير الروسي ألكسندر ألكسييفيتش أفدييف وبقي في الاجتماع لأكثر من ثلاثين دقيقة.
إنّ السيد أفدييف، البالغ من العمر 75 عامًا، هو سفير لدى الكرسي الرسولي منذ 11 كانون الثاني 2013 وهو يعرف جيدًا البابا فرنسيس. وكان سفير فرنسا بين الأعوام 2002 و2008 ووزير الثقافة (2008-2012).
ثم أخبر السفير وكالة ريا نوفوستي أنّ البابا فرنسيس هو جدّ قلق بشأن وضع جميع السكان، أكان في دونباس أو في مناطق أخرى، وحثّ على الاهتمام بالأولاد والمرضى والمتألّمين وكلّ الناس. بالنسبة إليه، إنه الهدف المسيحي الأساسيّ”. إنما نفى لوكالة تيلام (الأرجنتينية) التي صوّرت سيارة البابا أمام السفارة وكأنه وسيط، مؤكّدًا بأنه لحصول وساطة، يجب أن يكون الطرفان حاضرين ومتّفقين.
ومن جانبه، رحّب رئيس الأساقفة الروم الكاثوليك في أوكرانيا، بالخطوة التي قام بها البابا فرنسيس وهو صديق مقرّب منه منذ أن كان في بيونس آيرس وأمِل بأنه توفّر زخمًا للحوار للتغلّب على القوّة.
تأتي هذه الزيارة التي قام بها البابا إلى السفارة الروسية بالرغم من ألمه الحاد في الركبة وقد ألغى رحلته التي كانت مرتقبة إلى فلورانسا وترؤّس احتفالات أربعاء الرماد بسبب عجزه عن السير وذلك منذ شهر كانون الثاني الفائت.
عند عودة البابا إلى الفاتيكان، غرّد على حسابه الخاص على تويتر عن السينودس وتواضع الإصغاء، قائلاً: “في المسيرة السينودسية، وحده التواضع يمكن أن يضعنا في حالة الالتقاء والاستماع، للحوار والتمييز”.
وأما الكاردينال، أمين سرّ حاضرة الفاتيكان، بيترو بارولين فقد أطلق نداءً أكّد فيه أنه لا يزال يوجد مجال للدبلوماسية والتفاوض.