تحتفل الكنيسة المقدسة اليوم بعيد القديس يوسف البتول ، من كان قائم مقام الله على الارض ، ومربي إبن الله وأبيه ، وتترنم الكنيسة اليوم أيضاً بعظائم خطيب أُمّ الله وسندها القوي وتنشر فضائله و نعمة وعطاياه . لنفرح ونتهلل مع أُمنا الكنيسة لكي نجني ثمار هذا العيد اليانعة .
هلمّوا نتأمل ونتحدَّث عن امجاد هذا القديس المملوء حناناً وطهارةً ونٰثير فينا عواطف الثقة التامة به ، ولكن هل للسان ان يفيه حقّه ، او للقلم ان يحصى مزاياه واحساناته ؟
ولكن لنضع لاقوال ملاك ارضي وهو القديسة تريزا الكبيرة التي استحقٌت بكل جدارة ان تُلقّب بالسرافية وقد إنفردت بإكرامها للقديس يوسف ، واشتهرت بغيرتها على نشر إسمه فاستحقت يوماً ان تسمع مريم العذراء تقول لها : ” نعماً يا إبنتي ، إني أثني على محبتكِ لخطيبتي البتول ، وعلى توقد غيرتك على إكرامه ، فقد أحييتِ ذكر مآثره في الكنيسة فأشكُركِ وأُحرِضُكِ على مضاعفةِ إجتهادك في نشر عبادته العزيزة على قلبي ” .
إليكم بعض ما قالته القديسة تريزا الكبيرة عن قُدرة مار يوسف وحنانهِ ، فما من خطيب أكثر منها فصاحةً وأكثر بلاغةً ، ولا من واعظٍ أكثر ثقةً في هذا القديس البتول .
قالت تريزا : ” إن هذا الأب الحنون والشفيع المحبوب أسرعَ وانتشلني من السقم الذي كان قد تسلٌَط عليّٓ ، كما ونجاني من صعوباتٍ جمّة أحاطت بي وجعلتني في خطر الهلاك ، إنه لحسن حظي ما زال يستجيب طلباتي ويحقق آمالي فوق ما كنت أرجوه وأنتظره . فما اذكر قط إني طلبتُ منه شيئاً إلاّ واستجابني . يا ليتَ كان عندي ريشة رسام لأرسم للبشر النعم السامية التي غمرني بها الله والأخطار الروحية والجسدية التي أنقذني منها الإله العلي بشفاعة هذا الطوباوي . إن الله يمنح سائر القديسين حق الشفاعة لإحوال خاصة ، أمّا الإختبار فقد علمني أنَّ قُدرة القديس يوسف هي شاملة في جميع الأحوال لإن المُخلّص الإلهي يريد أن يُفهمنا أنه كما كان على الارض خاضعاً لسلطة مربيه ومدَّبره هكذا مازال في السماء يمتثل إرادته ويعمل بكُلِّ مشيئته وقد تحقَّق هذا ايضاً في حياة أُناس أشرت عليهم بالإلتجاء إلى هذا المحامي القدير لذلك كثُرَ عدد المكرمينن له ، والملتجئن إليه اخذ بالازدياد . وفاعلية شفاعته تثبت حقيقة كلامي ، والإختبار الطويل الذي اختبرت به سلطة مار يوسف الواسعة يذيبُني شوقاً إلى ان أُحرّض العالم باسره على إكرامهِ بعبادةٍ خاصة ، وقد لاحظتُ أنَّ المُكرمين له بعبادة حقيقيةٍ وثابتة ، يتقدمون سريعاً في طريق الكمال المسيحي لإنه يُساعد جداً النفوس الملتجئة اليه على إقتناء الفضائل ، وما زلت منذ سنين عديدة أطلبُ منه نعمة خاصة في يوم عيده فما ردَّ لي لي أي طلبٍ طلبته منه ” .
ليتنا نطبع في قلوبنا هذه الأقوال الرائعة لإنّها تُضاعف ثقتنا بهذا القديس العظيم لا يوم عيده فقط ، بل في كل أيام حياتنا . لنتعاهد على أن نكون له ابناء بررة وخُدّاماً أُمناء فنصبح أبناء الله ، وخُدّام يسوع ومريم ، لنكن خاصة القديس يوسف البار في الحياة وعند الموت فتكون السماء خاصتنا وتجمعنا مع العائلة المقدسة في الملكوت السماويّ .
صلاة للقديس يوسف :
ايها القديس يوسف الجليل ، يا من تحتفل اليوم الكنيسة بعيده ، والسماء تنشد مدائحه ، اني عبدك الذليل أضمُّ صوتي الضعيف أنا الخاطئ باصوات الملائكة والبشر ، لاقدم لك تهاني البنوية ، وبما انه لايمكنك في هذا اليوم ان ترفض طلبات عبيدك الأُمناء ، أجوتك ان تمنحني النعم التي تلزمني للخلاص اكثر ما يكون ولا سيما نعمة ومحبة يسوع ومريم العذراء خطيبتك حتى بعد ما أكون قد قضيت حياتي في خدمتهما أستحق أن أموت على مثالِكٓ بين أيديهما ، آمـيـن .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك