“لِنعد الى الله! ولنسأل مغفرته”. ترأّس البابا الاحتفال التقليدي للتوبة في زمن الصوم الكبير يوم الجمعة 25 آذار 2022 في بازيليك القديس بطرس، بحضور حوالي 3500 شخص، و 2000 شخص كانوا في الباحة الأمامية للبازيليك. دعا البابا إلى أن نطلب من الروح القدس “قوة المحبة”: “لأننا إذا أردنا أن يتغير العالم، يجب أن تتغير قلوبنا أولاً”.
وترأس البابا الاحتفال بحضور أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي بمن فيهم سفير أوكرانيا السيد يوري يوراش.
خلال هذا الاحتفال بالكلمة، أقام البابا العظة وأعاد تكريس البشرية وخاصة أوكرانيا وروسيا إلى قلب مريم الطاهر، متّحدًا مع أساقفة العالم كله: إنها لفتة روحية حقيقية للتغلب على “الروح القاتلة” للحرب “التي انتقدها البابا في مناسبات مختلفة خلال الشهر الماضي. شارك حوالي ثلاثين كاردينالاً في الاحتفال مع البابا.
وبما هذا اليوم صادف أيضًا عيد البشارة، علّق البابا على كلام الملاك جبرائيل للسيدة العذراء ودعا إلى الاعتراف بالخطايا وعدم “الخوف”.
أصرّ البابا على أنّه “حالما تنفتح الحياة على الله، لا يمكن للخوف أن يجعلنا رهائن بعد الآن. أخي، أختي، إذا كانت خطاياك تخيفك، إذا كان ماضيك يقلقك، إذا لم تلتئم جراحك، إذا سقطت باستمرار تضعف معنوياتك ويبدو أنك فقدت الأمل، فلا تخف. الله يعلم ضعفك وهو أعظم من خطاياك. يطلب منك شيئًا واحدًا: لا تحتفظ بضعفك وبؤسك لنفسك؛ إحملها إليه، وستتحوّل من أسباب خراب إلى فرص للقيامة. لا تخف!”
أعلن البابا تكريس السيدة العذراء أمام تمثال لعذراء فاطيما، وعادة ما يتم تكريمه في مزار سان فيتورينو في تيفولي، شرق روما.
حذّر البابا من أنّ هذه ليست وصفة سحرية، بل هي عمل روحي. إنها بادرة ثقة تامة من الأطفال الذين يلجأون، في محنة هذه الحرب القاسية التي لا معنى لها والتي تهدد العالم، إلى أمّهم – مثل الأطفال … – يلقون الخوف والألم في قلبها، ويوكلون أنفسهم إليها. هو إيداع في هذا القلب النقي الطاهر، حيث ينعكس الله، خيرات الأخوة والسلام الثمينة، كل ما لدينا وكل ما نحن عليه، حتى تكون الأم التي أعطانا إيّاها الرب هي التي تحمينا وتحفظنا”.
ثم دعا البابا إلى الاقتداء بمريم العذراء: “نكرس أنفسنا لمريم حتى نكون من صلب المشروع الإلهيّ، ونضع أنفسنا بالكامل تحت تصرفه”.
بعد العظة، توجّه البابا إلى كرسي الاعتراف مع لفيف من الكهنة ثمّ تلا صلاة التكريس أمام تمثال مريم العذراء.
