Pixabay CC0 PD

الحبّ أقوى وأسمى من كل جرح (2)

إذا كنت من سببّ الجرح للحبيب

Share this Entry
أما إذا كنت من سببّ الجرح للحبيب:
لا تردد ولو للحظة بأن تقوم وتمضي إليه وأن تطلب المغفرة منه، تذكر بأنه لا يحبك لأنك جميل، وهو يحترم ضعفك البشري، وهو يريدك أنت كما أنت، لأن حبّه لك يفوق كل شيء.
إبحث في ذاتك عن الوجع الذي جعلك تجرح الحبيب، عالجه مهما سيسبّب لك من ألم وتضحية وإلخ…
لأنّ حبّ الحبيب يستحقّ بأن نتألّم من أجله، وتذكّر من أجل الحبيب ومن أجل حبّكما تستطيع أن تواجه ذاتك، وتعمل على تحسينها. لا تعاتب الحبيب إذا بدأ بالصراخ وبمعاتبتك مهما كانت الكلمات قاسية بحقّك أو مهما كان الأسلوب وحشي بحقك، لا تلوم المتألم إذا صرخ ولا تلوم الموجوع إذا بدأ بالبكاء، هذا من حقّه لأنه موجوع، ولا يحق لأحد أن يمنع الإنسان المتألم من البكاء، ولا يحق لأحد أن يحاسب الآخر على نوعية دموعه أو الطريقة التي يعبر بها عن وجعه.
إنتظر قليلاً لكي ينتهي من مرحلة البكاء ومن بعدها تقترب منه لبناء الجسور من جديد، وليس في فترة عيش الحزن لأنه لن يستطيع تقبّلك الآن، أصبر فتجد القيامة.
أخي الإنسان،
أرجوك فليكن حبك أقوى من كل جرح، لأن الله هكذا عاملنا، قد جرحناه كثيرًا ولكن كان دائمًا يجعل حبّه أقوى من كل شيء، فيا ليتنا نعامل بعضنا بعض كذلك،..
تذكّر مهما فعلت من إثم أو خطيئة، لا تخف بأن تعود فالله حبّه لك يفوق كل شيء…
الله لا يحاسبك على دموعك ( المخدرات، الزنى، البعد عن الكنيسة …) لأنه يعرف بأنها ليست سوى دموع تعبر عن وجع معين، هو يحبّك مع كل دموعك، تعال إليه ودعه يعالج وجعك، لأنك عندئذ تتحرر من دموعك.
فيا ليتنا نعامل بعضنا هكذا:
-أيتها الأم، إن إبنك الذي يتعاطى المخدرات، لا تعاتبيه على ذلك (لا أقصد بأن له الحق بذلك)، لأنك تعاتبينه على دموعه وتعاتبينه لماذا يبكي. هو موجوع من حقّه أن يبكي ولكن للأسف كان بكاءه بأسلوب شنيع. إبحثي عن وجعه، ضمّديه، عندئذ يتحرر من المخدرات. ما النفع إذا عالجت الدموع ولم أعالج الوجع، سيبكي من جديد ربما بالطريقة ذاتها أو ربما بطريقة أخرى.
-أيتها الزوجة لا ترجمي خيانة زوجك لك لأن الخيانة هي نوع من الدموع بل إبحثي عن وجعه عالجي الوجع تنتهي الدموع. (والعكس صحيح).
-أيها الأستاذ لا ترجم التلميذ الذي ينام، أو الذي يصرخ، أو الذي لا يدرس… لأن هذه الأمور ليست سوى دموع، لا ترجم دموعه بل إبحث عن الوجع عالجه عندئذ تنتهي الدموع.
أرجوكم، إرحموا بعضكم بعضًا، أرجوكم لا ترجموا دموع بعضكم بعضًا، أرجوكم لا تتوقفوا عند الدموع بل إبحثوا عن “الشوكة” التي تسببها، إنزعوها من جسمهم من حياتهم، عندئذ تنتهي الدموع.
وصيتي لكم مثل وصية معلمي وحبيبي يسوع المسيح لأن ليس هناك أعظم من هذه الوصية: عالجوا بعضكم بعضاً بالمحبة، “أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم”، لأن إلهي عالج البشرية بالحبّ، عالج الزانية بنظرة حبّ، عالج الأبرص بلمسة حب،…
أرجوكم، دعوا المحبة تنتصر في قلوبكم…
لقراءة الجزء الأوّل، الرجاء الضغط على الرابط التالي:
https://ar.zenit.org/2022/03/31/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a8%d9%91-%d8%a3%d9%82%d9%88%d9%89-%d9%88%d8%a3%d8%b3%d9%85%d9%89-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%84-%d8%ac%d8%b1%d8%ad/
Share this Entry

الخوري سامر الياس

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير