إنّ رحلة البابا فرنسيس إلى لبنان هي “إحدى الفرضيات قيد الدراسة”، كما أشار مدير دار الصحافة الفاتيكانية ماتيو بروني في مقابلة أجراها مع الصحفيين يوم الثلاثاء 5 نيسان 2022.
لكن لم ترد أي إشارة إلى لقاء محتمل مع البطريرك كيريل خلال هذه الزيارة إلى لبنان.
وبالفعل، نشرت الرئاسة اللبنانية تغريدة خلال النهار تعلن فيها عن هذه الرحلة.
خمسة وسبعون عامًا من العلاقات الدبلوماسية
ردّ المتحدث باسم الكرسي الرسولي للصحافة “هذه إحدى الفرضيات قيد الدراسة”، فيما كتب الرئيس اللبناني ميشال عون: “اللبنانيون ينتظرون هذه الزيارة منذ فترة للتعبير عن امتنانهم للاهتمام الذي يوليه قداسته بلبنان والمبادرات التي قام بها من أجل البلد والصلوات التي قدمها من أجل السلام والاستقرار. يُحكى أنه سيزور لبنان في 12 حزيران.
وكان قد استقبل البابا فرنسيس الرئيس اللبناني في الفاتيكان في 22 آذار، حيث يحتفل الكرسي الرسولي ولبنان بالذكرى 75 على علاقاتهما الدبلوماسية.
وكان الرئيس قد أشار بعد ذلك إلى نية البابا بزيارة لبنان “قريباً”، وقد قال له: “هذا قرار اتخذته، لأنّ لبنان يبقى … نموذجاً للعالم”.
خلال هذه الاجتماعات في الفاتيكان، تداولا بشأن “المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة التي تواجه البلاد” و”وضع اللاجئين، متأمّلين أن تساهم مساعدة المجتمع الدولي والانتخابات التشريعية المقبلة والإصلاحات اللازمة في التغيير وتعزيز التعايش السلمي بين مختلف الطوائف الدينية التي تعيش في أرض الأرز”.
إضافة إلى ذلك، تمّ التطرّق إلى “النتائج الكارثية” للانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 آب 2020، “في إشارة إلى المطالبة بالعدالة والحقيقة التي عبّر عنها أهالي الضحايا”.
زيارة موعودة
أعرب البابا فرنسيس عن رغبته في زيارة لبنان بعد مرور عام على انفجار مرفأ بيروت، خلال المقابلة العامة مع المؤمنين في العام 2021: “رغبتي في القدوم لزيارتكم هي كبيرة ولا أتعب أبدًا من الصلاة من أجلكم حتى يصبح لبنان. مرة أخرى، رسالة أخوّة وسلام للشرق الأوسط كله”.
في 1 تموز 2021، عبّر البابا عن رغبته في تخصيص يوم صلاة وتأمّل من أجل لبنان وذلك عندما استقبل في الفاتيكان بطاركة ورؤساء الكنائس الشرقية اللبنانية.
عند عودته من العراق، خلال المؤتمر الصحفي على متن الطائرة من روما في 8 آذار 2021، كشف البابا أنه وعد في رسالة إلى الكاردينال بشارة بطرس الراعي، بأنه سيذهب إلى لبنان.
ثلاثة باباوات في لبنان
بولس السادس كان أوّل بابا يزور لبنان عندما توقّف في بيروت في العام 1964 بينما كان ذاهبًا إلى الهند لحضور المؤتمر القرباني الدولي في بومباي.
ثم أعلن بالفرنسية وقتئذٍ: “لا يمكننا أن ننسى، بشكل خاص، كلّ ما يمثل، بالنسبة إلى الكنيسة، إيمان المسيحيين اللبنانيين، المعبَّر عنه في التنوّع المتناغم للطقوس، في وفرة وتنوّع الديانات والدين، الجماعات الرهبانية، في العديد من الأنشطة الرسولية أو التربوية أو الثقافية أو الخيرية”.
بعد ذلك زار يوحنا بولس الثاني لبنان في 10 و 11 أيار 1997: وأصدر إرشاده الرسوليّ في 10 أيار 1997.
“الكنيسة تريد أن تُظهر للعالم أنّ لبنان هو أكثر من بلد: إنه رسالة حرية ومثال للتعددية بين الشرق والغرب!”: هذه الجملة الشهيرة ليوحنا بولس الثاني، كتبها في رسالته حول الوضع في لبنان، في 7 أيلول 1989.
وكانت البابا بندكتس السادس عشر البابا الأخير الذي زار لبنان، وذلك في الفترة الممتدّة من 14 إلى 16 أيلول 2012. وقال للصحافيين على متن الطائرة العائدة من بيروت، في 14 أيلول: “أعلم أنه لو أصبح الوضع أكثر تعقيدًا، فيبقى من الضروري إعطاء علامة أخوّة وتشجيع وتضامن. وهكذا، هنا يكمن معنى رحلتي: دعوة الحوار، والدعوة إلى السلام ضد العنف، والعمل معًا لإيجاد حلول للمشاكل. من هنا، فإنّ مشاعري لهذه الرحلة هي قبل كل شيء مشاعر الامتنان لإمكانية الذهاب إلى هذا البلد العظيم في هذا الوقت، هذا البلد الذي – كما قال البابا يوحنا بولس الثاني – رسالة متعددة، في هذه المنطقة، من الاجتماع وأصل الديانات الإبراهيمية الثلاث”.