” أَقومُ وأَمضي إِلى أَبي فأَقولُ لَه : يا أَبتِ إِنِّي خَطِئتُ إِلى السَّماءِ وإِلَيكَ ” ( لوقا ١٥ : ١٨ )
في هذا الزمن من الصوم الأربعيني المُقدّس ، بالصلاةِ والتوبةِ وأعمالِ الرحمّة ، سأعود إلى منزل أبي مثل الإبن الشاطر، وانا واثقٌ بأن الله الكليّ الرحمّة والمغفرة ، سيستقبلني كما استَقبَل كل الخاطئين والتائبين .
كما فعل هو ، كذلك سأفعل أنا :
ألن يُلبّي طلبي ؟
ها أنا أقرع على بابك ، أيّها الآب الرحوم ، افتحْ لي ابواب رحمتك كي أدخل بيتك خوفاً من أن أتوه وأبتعد وأهلك . أنتَ جعلتني وريثاً لك ، وأنا تركت ميراثي وبدّدت ثرواتي ، عاملني منذ الآن كأجير وكخادم لك ( لوقا ١٥ : ١٩ ) .
كما فعلتَ مع العشّار، أشفقْ عليّ فأعيش بنعمتك .
وكما فعلت مع الزانية ، اغفرْ لي خطاياي ، يا ابن الله ، يا غافر خطايا العالم .
كما فعلت مع بطرس ، انتشلْني من وسط الأمواج والصعوبات .
كما فعلت مع اللص ، أشفقْ على قذارتي واذكرني أنا الخاطئ ، في ملكوتك .
كما فعلت مع الخروف الضائع ، ابحثْ عنّي يا ربّي وإلهي ، وستجدني ، وعلى كتفيك ، احملْني إلى منزل أبيك .
كما فعلت مع الأعمى ، افتحْ لي عينيّ كي أرى نورك .
كما فعلت مع الأصمّ ، افتحْ لي أذنَيّ كي أسمع صوتك .
كما فعلت مع المخلّع، اشفِ إعاقتي كي أُسبّح اسمك .
كما فعلت مع الأبرص ، بالزوفى طهّرني من خطيئتي ( مزمور ٥٠ (٥١) : ٩ ) .
كما فعلت مع الطفلة ابنة يائيرس ، أحيِني يا ربّنا يا سيد الحياة .
كما فعلت مع حماة بطرس ، اشفِني لأنّني مريض .
كما فعلت مع الطفل ابن الأرملة ، اجعلْني أقف على قدميّ .
كما فعلت مع ليعازر، نادِني بصوتك الحنون وفكّ أكفاني . لأنّني متّ بالخطيئة والمرض الروحيّ والجسدي، أقِمني من خرابي وكبريائي وأنانيتي كي أمجّد اسمك . أرجوك يا سيّد الأرض والسماء، تعالَ لمساعدتي ودلّني على طريقك كي أذهب إليك .
خذني إليك، يا ابن الكلّي الرحمة والرأفة، وأفِض عليّ مراحمكَ الغزيرة . لأتي إليك وأرتوي من محبتِكَ وقداسِتكَ وسعادتِك َ.
” هكذا يكون الفرح في السماء بخاطِئٍ واحدٍ يتوب أكثر من منه بِتسعَةٍ وتسعينَ من الأبرار لا يحتاجونَ إلى التّوبة “
( لوقا ١٥ : ٧ ) .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك