زار البابا فرنسيس يوم أمس، في خميس الغسل، سجن تشيفيتا فيكيا وغسل أرجل اثني عشر سجينًا. ننقل إليكم عظته التي تلاها عفويًا للمناسبة:
“نقرأ في خميس الأسرار هذا المقطع من الإنجيل: إنه شيء بسيط. يحتفل يسوع مع أصدقائه وتلاميذه بالعشاء الأخير، عشاء الفصح؛ يسوع يغسل أرجل تلاميذه – إنه أمر غريب يقوم به: في ذلك الوقت، كان العبيد هم من يغسلون أقدامهم عند مدخل المنزل. ثم ما لبث يسوع أن حوّل ذلك إلى لفتة تلمس القلب، هو يغسل أرجل خائن، من يبيعه. إنّ يسوع هو هكذا، هو يعلّمنا ذلك، ببساطة: يجب أن تغسلوا أرجل بعضكم البعض. هذا هو الرمز: يجب أن تخدموا بعضكم البعض. يخدم الواحد الآخر، بدون مصالح.
كم هو جميل أن تكون قادرًا على القيام بذلك كل يوم ولكل شخص: ولكن هناك دائمًا مصلحة، إنها أشبه بثعبان يدخل بيننا. ونشعر بالخوف عندما نقول: “ذهبت إلى هذه المصلحة العامة، واضطررت إلى دفع رشوة”. هذا أمر مؤلم، لأنه ليس جيدًا. ونحن، في كثير من الأحيان في الحياة، نبحث عن مصالحنا، كما لو أننا ندفع رشوة للآخر لتسيير أعمالنا. على العكس، من المهم أن نقوم بكلّ شيء من دون مصلحة: أحدهما يخدم الآخر، والآخر ينمي الآخر، ويساعده، وبالتالي علينا أن ندفع الأمور إلى الأمام. الخدمة! وبعد ذلك، دعا يسوع الخائن: “صديق” وانتظره حتى النهاية ليغفر له كلّ شيء. أود أن أحفر ذلك في قلب كل واحد منا اليوم، حتى في قلبي أنا: الله يغفر كل شيء ويغفر الله دائمًا! نحن من سئمنا من طلب المغفرة.
وكل واحد منا، ربما، لديه شيء في قلبه كان يحمله منذ فترة، يدور في رأسه، هيكل عظمي يختبئ في الخزانة. لكن اطلب المغفرة من يسوع: إنه يغفر كل شيء. إنه يريد الثقة فقط في طلب المغفرة. يمكنك القيام بذلك عندما تكون بمفردك، عندما تكون مع رفقاء آخرين، عندما تكون مع الكاهن. إليكم صلاة جميلة لهذا اليوم: “يا رب اغفر لي. سأحاول أن أخدم الآخرين، لكنك أنت اخدمني بمسامحتك لي. هو دفع ذلك بالمغفرة. هذا ما أريدكم أن تفكّروا فيه اليوم. اخدموا وساعدوا بعضكم البعض وتأكّدوا من أن الرب يغفر. ماذا يغفر؟ كلّ شيء! إلى متى؟ دائمًا! إنه لا يتعب من الغفران: نحن الذين نمل من طلب المغفرة.
والآن، سأقوم باللفتة نفسها التي قام بها يسوع: غسل الأقدام. سأقوم بذلك من كلّ قلبي، لأننا نحن الكهنة، يجب أن نكون أوّل من يخدم الآخرين، وليس أن نستغلّهم. تقودنا الإكليروسية أحيانًا بهذا الاتجاه. لكن يجب أن نخدم. هذه علامة، وعلامة حب أيضًا لهؤلاء الإخوة والأخوات ولكم جميعًا الموجودين هنا ؛ وهذه العلامة تعني بأنني لا أحكم على أحد. أسعى لخدمة الجميع. يوجد من يدين، لكنه ديّان غريب ، الرب: هو يدين ويغفر. دعونا نواصل هذا الاحتفال راغبين بخدمة ومسامحة بعضنا البعض.