يوم الجمعة من أسبوع الآلام، هو يوم عظيم دون شكّ، لذا فقد سُمِّيَ في تقليدنا الشعبيّ “يوم الجمعة العظيمة”…
عظيمٌ هو هذا اليوم، لا لأنّه تذكار موت إلهنا، بل لأنّ حبّ الله وصل إلى الذروة، فبذل نفسه في سبيلنا.
إسمح لي سيّدي،
لن أذرف عليك الدموع اليوم لأنّك قائم أبدًا، فكيف لسيّد الحياة أن يعرف الموت، والفساد؟!
أَنظر إلى صليبك بخجلٍ سيّدي، أنا الذي لم يتقبّل يومًا الألم، لأنّني لا أثق أنّني منتصر عليه.
أَنظر إلى صليبك بفرح، لأنّني محبوب منك يا إلهي، وحبّك لا يعرف البرودة، ولا الخيانة، ولا التراجع.
أَنظر إلى صليبك بفخرٍ، لأنّك بحبّك المتجلّي عليه، خلَّصْتَني وأعدتَ لي كرامتي.
اليوم فهمتُ أنّكَ مكان القيامة أيّها الصليب، ولست الطريق إليها، لأنَّ الحبّ هو من صُلبَ عليك، والحبّ قائمٌ أبدًا ولا يعرف الموت… واليوم فقهت جوابك لمرتا “أنا القيامة، والحياة، من آمن بي وإن مات فسيحيا” (يوحنا ١١: ٢٥)، لأنّ من يؤمن بك يعِش الحبّ، والحبّ يبقيه قائمًا أبدًا…