TV 2000 Émission Du Credo

البابا: يا له من رجل حذر، هو لا يقترف الأخطاء… إنه متخصص حقيقي في بيلاطس البنطي

مقابلة البابا مع مرشد سجن بادوفا

Share this Entry

كتاب “الرذيلة والفضائل”. محادثات بين البابا فرنسيس وماركو بوتزا، مرشد روحي في سجن بادوفا، مستوحى من اللوحة الجدارية لجيوتو في كنيسة سكروفيني في بادوفا، تمثّل الفضائل السبع والرذائل السبع، ومأخوذ من برنامج تلفزيوني إيطالي.

فسّر بوتزا: “إنّ حديثنا نبع من تلائم وجهات النظر التي تبدو متناقضة: هنا أساس الكنيسة، حوار مع ضواحي السجن”.

بات معروفًا اهتمام البابا الذي يوليه للسجناء منذ بداية حبريته، ويوم أمس، 14 نيسان، احتفل بقداس خميس الأسرار “عشاء الربّ” مع معتقَلين في سجن تشيفيتافيكيا، التي تبعد 80 كلم عن روما.

صدر الكتاب الجديد لمقابلات البابا مع مرشد السجن من مقابلة تلفزيونية وقُسِم الكتاب إلى سبعة فصول مخصَّصة للرذيلة والفضيلة، ومن ناحية أخرى، يخبر دون ماركو عن يوم نموذجي يعيشه المعتقَل في السجن.

فسّر البابا فرنسيس في الفصل المخصَّص للظلم والعدل، أهميّة التفكير في الفضيلة والرذيلة: “إن أردنا أن نفهم بشكل أفضل أين تذهب حياتنا… لأنّ الفضائل هي مثل الرذائل تندرج في أسلوب عيشنا وتصرّفنا وتفكيرنا… يوجد أناس فاضلون وغيرهم أشرار، إنما غالبيتنا هو مزيج من الفضائل والرذائل”.

يذكّر البابا أنّ حياة الإنسان “هي اتخاذ موقف في كلّ خطوة يقوم بها. ألا نقوم بالخيار هو موقف غير إنساني. لماذا؟ لأنه يعني بأننا لسنا أحرارًا”. تدفعنا الرذيلة إلى التعزية، إلى أن نكون طيّبين مع الجميع “أنا أغسل يديّ…” هذا موقف غير مسيحي! قلتُ يومًا: “ولكن يا له من رجل حذر، هو لا يقترف الأخطاء… إنه متخصص حقيقي في بيلاطس البنطي”.

وحول أنّ الرذيلة هي أكثر إبهارًا من الفضيلة، لاحظ البابا أنّ الرذائل هي أكثر إبهارًا من الفضيلة لأنها تبدو وكأنها تقدّم الملذّات، من دون أن تطلب شيئًا بالمقابل. إنّ الرذيلة هو مجانية سلبيّة… إنها المتعة، “الخير” الفوريّ ومن دون جهد، إنما يتآكلنا من الداخل”.

الرجاء، الأوكسجين!

إن أراد البابا أن يسأل الرب أن يمنحه عطيّة تجنّب الرذائل، فاختار أن يتجنّبها كلّها، هكذا أجاب دون ماركو ضاحكًا. وإن أراد أن يختار فضيلة، فكان الرجاء لأنه أشبه بالأوكسجين ليتنفّس الحياة، الرجاء يعطي معنى للحياة. إنه هدية للمضي قدمًا، للمشاهدة والقيام بكلّ ما يلزم حتى يثمر ويعمل ويسامح… إنما هو عطية من الله، يجب ان نطلبها منه وما أن نحصل على هذه العطيّة، يجب أن نعتني بها”.

يُنهي ماركو بوزا كتابه بفصل “الحنين إلى الخير”. يكاد يكون إبقاء الأمل في السجن مستحيلًا، هذا ما قاله له أحد السجناء: “قاوم، عندما حاضرك يعاني، ومستقبلك يوحي أيضًا بأنك ستعاني، وعندما تبدو لك الحياة وكأنها معاناة طويلة جدًا”.

ثم كرّر دون ماركو كلماته: “الرجاء هو المقاومة”. المقاومة تعني المشاركة، ورفع يدك عندما يسألك العالم كله إلى أي مدى لا تزال قادرًا على المقاومة. هو أن نتمنّى لبعضنا البعض ليلة سعيدة وأن نقول: “أراك غدًا!” فهذا بالفعل تعبير ملموس عن الرجاء”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير