Contro La Guerra © LEV - IBS

ضدّ الحرب، شجاعة بناء السلام: نصوص البابا

نزع السلاح، محو الجوع والحقد

Share this Entry

طالب البابا فرنسيس مجدّداً بأن يتمّ إنشاء صندوق دولي “يستخدم المال الخاصّ بالتسلّح والنفقات الماليّة لمحو الجوع وتعزيز تنمية البلدان الأفقر”.

بعد 50 يوماً على الحرب في أوكرانيا والنداءات العديدة للبابا لأجل السلام في العالم، نُشرت في الفاتيكان بتاريخ 14 نيسان مقتطفات من نصوصه “ضدّ الحرب” و”لبناء السلام” في كتاب، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي.

وقد أفصحت دار النشر الفاتيكانيّة عن بعض سطور المقدّمة التي وقّعها البابا: “إنّ السلام يُبنى بطريقة حِرَفيّة. ونزع السلام هو خيار استراتيجي. فشَبَح الحرب ليس قَدَراً، بل هو تدنيس”.

صندوق لمحاربة الجوع والتنمية

اقتبس البابا الأسقف الإيطالي تونينو بيلو (1935 – 1993)، “نبيّ السلام الذي لم يتعب”، والذي كان يقول إنّ الصراعات وكلّ الحروب “تجد جذورها في تحلّل الوجوه”، شارِحاً معنى التحلّل ورابطاً إيّاه برفض التسلّح: “عندما نمحو وجه الآخر، يُمكن أن نبدأ بإصدار أصوات الأسلحة. لكن عندما نضع الآخر وألمه نُصب عينَينا، لا يحقّ لنا التعدّي على كرامته عبر العنف. في “جميعنا إخوة”، اقترحتُ استعمال المال المُخصَّص للتسلّح للقضاء على الجوع وتعزيز التنمية في البلدان الأفقر كي لا يُضطرّ سكّانها إلى اللجوء إلى العنف أو إلى تركها بحثاً عن حياة كريمة. واليوم، اُجدّد هذا الاقتراح لأنّه يجب وضع حدّ للحرب. الحروب لا تتوقّف إلّا إن توقّفنا عن تغذيتها”.

وفي مقدّمة هذا الكتاب الجديد، يدعو البابا إلى “محو الحقد عبر الحوار وتشييد هندسة جديدة للسلام”: “قبل أن يفوت الأوان، يجب محو الحقد من القلوب. ولهذا، يجب تبادل حوار وتفاوض وإصغاء وقدرة وإبداع دبلوماسيّ وسياسة واضحة قادرة على بناء نظام تعايش لا يرتكز على الأسلحة وقُدرتها. كلّ حرب لا تُمثّل هزيمة سياسيّة فحسب، بل أيضاً استسلاماً مُعيباً بوجه قوى الشرّ”.

ومرّة أخرى، أدان البابا (الذي زار هيروشيما في 24 تشرين الثاني 2019) استعمال واقتناء القنبلة النوويّة على أنّه عمل “غير أخلاقي”.

حرب التدنيس

في سياق متّصل، حذّر البابا من “الكارثة” التي تتسبّب بها الحرب في أوكرانيا وفي أوروبا قائلاً: “مَن كان يتخيّل أنّ شبح الحرب النوويّة قد يلوح في أوروبا؟ خطوة تلو الأخرى، نحن نتّجه نحو الكارثة. قطعة تلو الأخرى، يواجه العالم خطر أن يكون مسرحاً لحرب عالميّة ثالثة… الحرب وحش وهي تدنيس. لا، ليست قَدَراً، وليست مُحتَّمة. عندما ندع هذا الوحش يلتهمنا ويرفع رأسه ويقود أعمالنا، نخسر جميعاً ونقضي على مخلوقات الله، فنرتكبُ تدنيساً ونُحضّر مستقبل موتٍ لأولادنا وأحفادنا”.

ملايين الشباب، ورجاء واحد

على الرغم من مأساة أوكرانيا، دعا البابا فرنسيس إلى الرجاء مُقتصّاً منه إشارات، لاسيّما لدى الشباب: “بوجه صور الموت التي تصلنا من أوكرانيا، من الصعب التمتّع بالرجاء. إلّا أنّ إشارات الرّجاء واضحة وهناك ملايين الأشخاص الذين لا يصبون إلى الحرب ولا يُبرّرونها، بل يطلبون السلام. هناك ملايين الشباب الذين يطلبون منّا فعل الممكن والمستحيل لإيقاف الحروب. ولدى تفكيرنا فيهم أوّلاً، في الشباب وفي الأطفال، علينا أن نُكرّر معاً: ليس مجدّداً. وعلينا أن نلتزم في بناء عالم أكثر سلاماً وعدلاً وصَفْحاً متبادلاً، عالم لا نرى فيه الآخر المُختلف عنّا كعدوّ”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير