Crucifix des Rameaux place Saint Pierre - capture CTV

من “هوشعنا” الأحد إلى “اصلبه” الجمعة (3)

الجزء الثالث من مقابلة البابا فرنسيس مع التلفزيون الإيطالي الراي

Share this Entry

أجرى التلفزيون الإيطالي مقابلة مع البابا فرنسيس مع الصحافية الإيطالية لورينا بيانكيتي، مقدمة برنامج “على صورته” (“A Sua Immagine”) من القناة الأولى للتلفزيون RAI 1: تم بثه بمناسبة يوم الجمعة العظيمة، في 15 نيسان 2022، تحت عنوان: “الرجاء المحاصر”. ننقل إليكم الجزء الثالث من المقابلة.

“فئات اللاجئين”

في ما يتعلّق بمسألة اللاجئين، كنتيجة للحرب، فأجاب البابا بذكريات عائليّة: “نحن نقسّم اللاجئين إلى فئات. درجة أولى ودرجة ثانية، ولون البشرة، وإن كانوا يأتون من بلد متطوّر أو غير متطوّر. نحن عنصريون. وهذا أمر سيء. إنّ مشكلة اللاجئين تشبه المشكلة التي عانى منها يسوع عندما كان مهجَّرًا ولاجئًا في مصر في عمر الطفولة هربًا من الموت. كم منهم يتألّم للهروب من الموت! يوجد رسّام من بييدمونت رسم صورة الهروب إلى مصر وأرسلها إليّ وقد صوّرتها بأشكال أخرى: يوجد يوسف الهارب مع الطفل. إنما لم يكن القديس يوسف بعد لحية، لا! إنه سوريّ، يهرب اليوم من الحرب ومع طفل. إنّ الوجه الذي يرتسم على هؤلاء الأشخاص يشبه يسوع الذي أُجبر على الهروب. ويسوع عانى من كلّ هذه الأمور، ولكنه هنا. على الصليب، يوجد شعوب بلدان أفريقيا في حالة حرب، والشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية وآسيا. منذ سنوات، قلتُ بإننا نعيش حربًا عالمية ثالثة بأجزاء. ولكننا لم نتعلّم. أنا خادم الربّ وخاطئ اختاره الربّ، ولكنني خاطئ، عندما ذهبت إلى ريديبوليا في العام 2014، لإحياء المئوية، رأيت وبكيت. لم أستطع سوى البكاء. كلهم شباب وصبيان. ثم ذهبت يومًا إلى مقبرة أنزيو، ورأيتُ هؤلاء الشباب الذين وصلوا إلى أنزيو. كلهم شباب! وهناك بكيت مرّة أخرى! أنا أبكي أمام كلّ ذلك! قبل عامين، على ما أعتقد، عندما كان هناك إحياء لذكرى إنزال نورماندي، رأيت رؤساء الحكومات، أتوا للاجتماع معًا… أحيوا ذكرى نورماندي. لكن لماذا لا نحيي ذكرى الثلاثين ألف جندي الذين سقطوا على شواطئ نورماندي؟ تنمو الحرب مع حياة أطفالنا وشبابنا. لهذا أقول إنّ الحرب وحشية! لنذهب إلى هذه المقابر التي تحيي هذه الذكرى. دعونا نفكر في هذا المشهد المكتوب: قوارب تصل إلى نورماندي، ينزلون منها، يقفزون ويطلقون النار، الأطفال والألمان … (الأب الأقدس يقلد إيماءة إطلاق النار) 30 ألف شخص على الشاطئ”.

“نحن بحاجة إلى نساء يدقن ناقوس الخطر”

موضوع آخر عزيز على البابا فرنسيس وهو مسألة نزع السلاح: “أنا أفهم الحكام الذين يشترون الأسلحة، أفهمهم. أنا لا أبرر أعمالهم، لكني أفهمهم. يجب أن ندافع عن أنفسنا، لأن [هذه] خطة الحرب القايينية. إذا كانت هذه خطة سلام، فلن يكون ضروري أن نجلب السلاح وندافع عن أنفسنا. لكننا نعيش مع هذه الخطة الشيطانية، التي تفرض أن نقتل بعضنا بعضًا بدافع الرغبة في السلطة، والرغبة في الأمن، والرغبة في أشياء كثيرة. لكني أفكر في الحروب الخفية التي لا يراها أحد والبعيدة عنا. وهي كثيرة. لماذا؟ للاستغلال؟ لقد نسينا لغة السلام! لقد نسيناها! نتحدث عن السلام. لقد قامت الأمم المتحدة بكلّ شيء، ولكن لم تنجح. أعود إلى الجلجلة. هناك فعل يسوع كل شيء. حاول برأفة وبحب أن يقنع القادة و[على العكس] لا: حرب، حرب، حرب شُنَّت ضدّه! قال رئيس الكهنة: “الأفضل أن يموت رجل من أجل الشعب”، وإلا فإن الرومان سيأتون وستندلع الحرب”.

مع آلام المسيح، ذكر البابا زوجة بيلاطس البنطي التي يتحدث عنها الإنجيل: “توجد امرأة في الإنجيل لا نتحدث عنها كثيرًا – قليلاً بشكل عابر، كما نقول – إنها زوجة بيلاطس. لقد فهمت شيئًا. فقالت لزوجها: “إيّاك وذلك البارّ”. ولكن بيلاطس لم يسمع لها “أخبار النساء”. لكن هذه المرأة التي مرت بشكل غير متوقع وعابر في الإنجيل فهمت المأساة من بعيد. لماذا؟ ربما لأنها كانت أماً، فقد كان لديها هذا الحدس النسائي. “تأكد من أنهم لا يغشونك. من؟ القوة، السلطة. القوة القادرة على تغيير رأي الناس من الأحد إلى الجمعة. هوشعنا الأحد تحوّلت إلى اصلبه الجمعة! وهذا هو خبزنا اليومي. نحن بحاجة إلى نساء يدقن ناقوس الخطر”.

(يتبع)

لقراءة الجزئين الأوّل والثاني من المقابلة، أنقر على الرابط التالي:

الحرب هي اختيار تنفيذ المخطط “القاييني”… (1)

البابا: الكنيسة الأمّ هي تلك التي تقف عند أقدام الصليب (2)

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير