XIIIe station, Chemin de croix du Colisée, 15 avril 2022 © capture de Zenit / AB / VM

إن شعرنا بالوحدة قليلاً، فسنفهم عندئذٍ شعور يسوع بالوحدة على الصليب (4)

الجزء الرابع من مقابلة البابا فرنسيس مع التلفزيون الإيطالي الراي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أجرى التلفزيون الإيطالي مقابلة مع البابا فرنسيس مع الصحافية الإيطالية لورينا بيانكيتي، مقدمة برنامج “على صورته” (“A Sua Immagine”) من القناة الأولى للتلفزيون RAI 1: تم بثه بمناسبة يوم الجمعة العظيمة، في 15 نيسان 2022، تحت عنوان: “الرجاء المحاصر”. ننقل إليكم الجزء الرابع من المقابلة.

عاد البابا فرنسيس من جديد إلى موضوع الصلاة على نية انتهاء الجائحة، وكان قد قال في 27 آذار 2020: “بحثت وكنت أشعر بالحزن في تلك الفترة، مثل الكثير من الأشخاص. لقد شعرتُ بالوحدة والألم اللذين يشعر بهما المسنون. إنهم هم من يدفعون الثمن. والشبيبة أيضًا، لأنهم يفقدون الأمل. ولكنّ الرجاء لا يخيّب! إنما الشبيبة والمسنّون هم من يملكون بين أيديهم وفي قلوبهم إمكانية الردّ: لهذا أنا أشدد على أن يتحاور الشبيبة والمسنون معًا. كبار السنّ يملكون الحكمة، ولكنهم يعانون الوحدة. نحن نهمل هذه الحكمة ونضعها جانبًا، في بيوت الراحة. اذهبوا إلى بيوت الراحة الموجودة في بيونس آيرس، يوجد الكثير منها في مدينة كبيرة. لقد سألت مرّة امرأة مسنّ’ في بيت الراحة: “كيف الحال؟ كم ولد لديك؟ آه، أربعة؟ وهل يأتون لرؤيتك؟” “نعم، لا يتركوني وحدي”. وكانت الممرّضة تسمع ما قالت، وما لبثت أن همست لي: “أبتِ، لا أحد أتى ليراها منذ ستة أشهر”.

إنه التخلّي عن المسنين وعن الحكمة في آنٍ واحد، لأننا أحيانًا نشعر بأننا خارقون ونعرف كل شيء. نحن لا نعلم شيئًا! عزلة المسنين واستغلال الشباب والشبيبة التي تفتقر إلى الحكمة تنحرف. كان يحمل كلّ ذلك يسوع في قلبه في ذلك الوقت: من منا لم يعش هذه التجربة؟ هل تذكرون ما حصل منذ عامين؟ لم أكن أدري أنّ الساحة ستكون خالية، لم أكن أدري. وصلت ولم أجد أحدًا. كنتُ أعلم أنه بسبب المطر لن يأتي أناس كثر إنما لم أتوقع ألاّ يأتي أحد. كانت رسالة من الربّ لكي أفهم شعور الوحدة بشكل جيد، تمامًا مثلما يشعر المسنون والشبيبة الذين نتخلّى عنهم، باعتقادهم أنهم بذلك يكونون “أحرارًا”. لا! سيكونون وحيدين، وعبيدًا. رافقوهم! لهذا من المهمّ أن يحملوا إرث المسنين، وليحملوا عنهم الأعباء. عزلة الأشخاص الذين يعانون نفسيًا في المستشفيات، ويعيشون مأساة شخصية وعائلية. عزلة المرأة المعنَّفَة من قِبل زوجها، ولكنها تصمت حتى تنقذ عائلتها. كم من العزلة لدينا! أنتم تشعرون بالوحدة وكذلك أنا! إن شعرنا بالوحدة قليلاً، فسنفهم عندئذٍ شعور يسوع بالوحدة على الصليب!”

وحول سؤال العزلة، أجاب البابا: “لا، إنّ الله صالح جدًا معي. لا أدري. في كلّ مرة أشعر بالمرارة، يضع شخصًا على دربي ليساعدني. إنه سخيّ جدًا. ربما لأنه يعلم أنني لا أستطيع أن أقوم بذلك وحدي!”

عبادة الدنيوية

ثم تحدّث أكثر في يوم الجمعة العظيمة، وسأل: “ما هي الجروحات التي تستمرّ الكنيسة بتسبّبها للمسيح المصلوب اليوم؟” أعاد البابا الموضوع الذي تطرّق إليه أثناء عظته يوم خميس الأسرار، في قداس الميرون، حيث استنكر عبادة الدنيوية: “أنا أتحدث بوضوح لأنني مقتنع بذلك. إنّ الصليب الأقسى التي تفرضه الكنيسة على الربّ هو روح الدنيوية الذي هو أشبه بروح السلطة، إنما ليس السلطة فحسب، بل عيش الأسلوب الدنيوي الذي ينمو ويكبر مع المال. يوجد أمر مهمّ. في التجارب الثلاث التي عرضها الشيطان على يسوع، اقترح أمورًا دنيوية. الأولى هي الشهرة، طبعًا: إنه بشريّ – ثم ماذا؟ السلطة، التكبّر: الأمور الدنيوية. لأنّ الدنيوية هي جذّابة وعندما تقع الكنيسة في الدنيوية، تسقط. إنّ روح الدنيوية هو أكثر ما يؤذي اليوم، ولطالما كان كذلك. عندما يقول لنا يسوع: “من فضلكم، اختاروا بوضوح، لا يمكنكم أن تخدموا ربّين. إما تعبدوا الله أو كأنه يقول “أو تعبدوا الشيطان”، إما الله أو المال. استخدام المال من أجل صنع الخير، ودعم الأسرة من خلال العمل، هو أمر جيد. إنما أن نخدم المال؟! والعالم يتوقّف كثيرًا على هذه النقطة. في كلّ فترة، تغيّر الدنيوية اسمها، إنما تدعى دنيوية على الدوام. أنا أتلو صلاة إلى القديس ميخائيل رئيس الملائكة كلّ يوم عند الصباح. كلّ يوم! إنها تساعدني على التغلّب على الشيطان. يمكن لأحد أن يقول لي: “إنما قداستكم، لقد درستم، أنتم بابا وأنتم لا تزالون حتى اليوم تعتقدون بوجود الشيطان؟” نعم، عزيزي، نعم. أنا أخاف منه، لهذا يجب أن أدافع عن نفسي كثيرًا وأتحصّن”.

(يتبع)

لقراءة الجزء الثالث من المقابلة، أنقر على الرابط الآتي:

من “هوشعنا” الأحد إلى “اصلبه” الجمعة (3)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير