المسيح قام من بين الاموات ووطيء الموت بالموت ، ووهب الحياة للذين في القبور.
هذا هو اليوم صنعه الرّبّ ، والذي فيه خلق الله الإنسان الجديد بعد مسيرة روحية مدّة أربعين يوماً عشناها بالصلاةِ والصوم والصدقة.
هذا هو اليوم الذي علينا أن نفرح به، لأن المسيح إنتصر على الموت والشر .
لقد دحرج الحجر، وأصبح القبر الفارغ رمزاً للقبور التي ستُحيي رجاء القيامة.
إنه يوم القيامة التي به أشرقت الشمس وستبقى مشرقة إلى الأبد، لأن هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ولنتهلل به .
” المسيح قام …حقا قام”.
عند فجر يوم الأحد ، والظلام لم يزل مُخيّماً ، ذهبت مريـم المجدلية إلى القبر ، فرأت الحجر قد أُذيل عن القبر وجدته فارغاً ،فأسرعت وجاءت إلى سمعان بُطرس والتلميذ الآخر ، الذي أحبَّ يسوع وقالت لهما : ” أخذوا الرب من القبرولا نعلم أين وضعوه ) يوحنا ١٩ : ١ – ٣ )”.
هل هذه البشارة كانت بالنسبة لها في ذلك الوقت مشكلةٌ ومصيبة ، لإنها ظنّت أنهم سرقوه بعدما صلبوه ؟
والسؤال بالنسبة لنا هو: كيف نجد الشجاعة والإيمان كي نكتشف وراء القبر الفارغ الفرح الذي لا يمكن لأحد أن ينتزعه مِنّا ؟
كيف نصل إلى خبرة مريـم المجدلية لنرى الحياة الجديدة وراء الموت ؟
قام يسوع من بين الأموات فجر يوم الأحد بهدوء وصمت، ولم يَرَى حتى الجنود قيامته. فهم خافوا فقط عندما دُحرج الحجر.
أما مريم المجدلية، فقد عرفت يسوع بالإيمان ، عرفته عندما ناداها باسمها.
نحن اليوم نؤمن دون أن نرَى، لذلك يقول لنا يسوع : “طوبى للذين آمنوا ولم يروا”.
بقيامته المجيدة غلب الموت بالموت وانتصر عليه، وهذا هو جوهر إيماننا المسيحي.
نجد يسوع بين الأحياء لأنه هو إله أحياء وليس إله أموات . هو إله الأحياء من إخوتنا البشر. فرسالة القيامة اليوم هي العهد الجديد بيسوع القائم من بين الأموات، لأننا معه متنا على الخطيئة، ودفنت هذه الخطيئة معه لكي نصبح إنسانا جديداً بقيامته .
علينا إذاً ، أن نكون شهوداً للقيامة ، مرسَلين مثل مريم المجدلية كي نُعلن الفرح وقوة إنتصار يسوع على الموت.
نعم، الخير أقوى من الشر ، والحب والحياة أقوى من الموت . لذلك بالإيمان سنتخطى اليوم الإلحاد الموجود في العالم كلّه وخاصةً بين الشبيبة ، بإيماننا وثباتنا بيسوع المسيح القائم من بين الأموات ، لأنه هو مصدر الفرح لجميع الناس .
قام حقاً لأنه سيخرجنا كل يوم من الصعوبات كي نتغلب على الشر، ونكون من صانعي السلام أينما كنّا.
وسنقول دائماً : ” المسيح قام حقاً قام”.
هذه هي الحماية الوحيدة لنا في عالم اليوم الذي نُواجه فيه قبوراً مكتظة بالعظام السوداء ، ودماراً وحروباً بين الأخوة .
هذا العالم يكاد لا يظهر فيه إنتصار المسيح على الشر والموت . لإن في العالم هذا يوجد فيروس الخطيئة من حقد وحسد ونميمة وكبرياء وكذبٍ وخداع ، والجميع خائف من الحقيقة ، لكن علينا أن نكون واثقين بقيامته المجيدة ، علينا أن نؤمن أننا قادرون بنعمة الله على إزالة جميع الخطايا في حياتنا، وأنه هو قادرٌ أن يمنحنا سعادة حقيقية.
بقيامة إبنه الظافرة سنرى العالم يملأه الحُبّ والفرح والسعادة ، عندئذٍ وستُدق أجراس كنائسنا فرحاً وإبتهاجاً في سماء العالم مُعلنةً إختفاء الخطيئة بأنواعها ، هذه هي البشرى التي وعدنا بها الله لتكون سبب فرح لنا، فنشهد له أينما كنّا. ونرنم قائلين :
” المسيح قام … حقا قام” ونحن شهود ٌعلى ذلك .
أيها الآب المُحب للبشر ، من خلال قيامة ابنك الوحيد من بين الأموات ، حققت الوعد الذي وعدتنا إياه بالحياة الأبدية، وأعدت لنا الرجاء في هذه الدنيا وفي الآخرة .
نطلب منك يا أَيُّهَا القائم من بين الأموات ، بقيامتك المجيدة أن تحمي عائلاتنا من كل شر، وتكون مع كل إنسان معذّب على هذه الأرض ، الفقراء والمساكين والمرضى والاجئيين والمشردين والذين يُعانون أهوال الحروب والإضطهادات ، لكي نستطيع أن نُهلّل كُلنا معاً نشيد الظفر قائلين : ” المسيح قام حقا قام “.