في زيارة رعويّة وسينودسيّة إلى لبنان ابتدأت يوم الاثنين 30 أيار على أن تنتهي في 6 حزيران، تلا الكاردينال ماريو غريش (أمين عام سينودس الأساقفة) كلمة أمام بطاركة وأساقفة لبنان الذين التقوا في بكركي اليوم الخميس 2 حزيران، كما أورد الخبر موقع “فاتيكان نيوز” بقسمه الفرنسي.
بحضور السفير البابوي في لبنان والأساقفة الموارنة الذين أتوا لأجل انعقاد السينودس السنوي، تطرّق الكاردينال المالطي بداية إلى تقليد الكنائس في الشرق: “لطالما تمّ اختيار السينودسيّة كتعبير مُفضّل وبُنية للشراكة في قلب كلّ منها وفيما بينها”.
وتابع الكاردينال غريش قائلاً: “هذا التعبير يكتمل في الإفخارستيا التي هي مصدر وقمّة كلّ حياة مسيحيّة تتّحد بتقدمة المسيح وكلّ مؤمن مُعمّد”.
في السياق عينه، ذكّر أمين عام السينودس ببعض الوقائع التاريخيّة ابتداء من القرن الثاني، وصولاً إلى البُنية السينودسيّة والشراكة في كنيسة الله. “هذا التقليد السينودسي مشترك في كلّ الكنائس البطريركية في الشرق، سواء كانت كاثوليكية أو أرثوذكسية… وقد يُحفّز التقارب بين الكنيستين”.
وبحسب الكاردينال، إنّ الإرشادَين الرسوليّين للبابا القدّيس يوحنا بولس الثاني “رجاء جديد للبنان” (1997) والبابا بندكتس السادس عشر “الكنيسة في الشرق الأوسط” (2012) يشكّلان خارطة طريق لإصلاح الكنيستين ولتجديد الرسالة في هذه المنطقة من العالم، بالإضافة إلى تعزيز الوحدة المسيحيّة والحوار بين الأديان وتطوّر مجتمعات الشرق الأوسط نحو استقرار سياسي والمزيد من العدالة الاجتماعية واحترام كرامة الإنسان وحريته.
من ناحية أخرى، تطرّق الكاردينال غريش إلى “الضجيج” الذي يعيشه بلد الأرز منذ سنوات، مُشيراً إلى “مشاطرته معاناة ضحايا انفجار مرفأ بيروت”.
الحوار بين الأديان
دائماً ضمن كلمته، ذكّر غريش بأنّ “المسيحيين يُشاطرون حياة اليهود منذ أكثر من ألفي سنة، وحياة المسلمين منذ أكثر من 14 قرناً. “حوار الحياة هذا، مع كلّ الاختبارات الجيّدة وعلى الرغم من اللحظات السيّئة التي طبعها الاضطهاد والشهادة، هو مدرسة يجب أن تتعلّموا فيها كلّ يوم أمثولات جديدة”.
وختم غريش قائلاً: “إنّ روح السينودسيّة يُنادينا على كلّ المستويات. فليُجدّد الروح القدس في قلوبنا طاقات المسيح القائم من بين الأموات، وليقُدنا على طريق الملكوت للقاء الآب الأزلي”.