في عيد مار أنطونيوس البدواني… نتأمّل

هل يمكن استعادة الحياة بعد خسارتها؟

Share this Entry
كان الكون مظلمًا قبل أن يخلق الله النور. ولكن بعدها حدث أن وقع العالم مرة أخرى في الديجور!
يخبرنا الكتاب المقدس أنه بينما كان يسوع على الصليب ،” وكان نحو الساعة السادسة فكانت ظلمة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة ، وأظلمت الشمس ” (لو 23/ 44-45).
ما الذي حدث هنا حقًا؟ هل حدث كسوف للشمس بينما كان يسوع يحتضر؟ ربما. لا نعرف ، لكن هذا أهميته ثانوية على أي حال. فإن ما تشير إليه الأناجيل هو نوع من الظلمة التي تغلفنا كلما تعرض للإذلال ما هو ثمين بالنسبة لنا ، وانكشافه على أنه ضعيف ومهزوم نهائيًا، ومصلوبًا من قبل عالمنا. هناك ظلام يحل بنا كلما بدت قوى الحب تتغلب عليها قوى الكراهية…هنا تبدو أحلك الظلمة!
يقول الأب رولهايز أن ما يتم الإيحاء به هنا هو أنه عند صلب المسيح، عادت الخليقة إلى الفوضى الأصلية ، كما كانت قبل إعطائها النور. و أن الله خلق النور مرة ثانية، هذه المرة من خلال قيامة يسوع من بين الأموات. و هذا النور الجديد مذهل : فعلى عكس النور الأول، الذي كان ماديًا فقط، فإن هذا النور هو نور للعين وللروح على حد سواء.
إنه ضياء العين و نور الرجاء.
و عندما نسأل: هل يمكن استعادة الحياة بعد خسارتها؟ وهل تخرج جثة من قبرها؟ هل يمكن استعادة البراءة المفقودة؟ هل يمكن إصلاح القلوب المكسورة؟ عندما يُصلب الخير ألا يطفئ الظلم و الظلام كل نور في تهويدة المساء؟
تبقى الإجابة بكلمتين: أنظروا القيامة.
فعندما غلف الظلام الأرض مرة ثانية ، جعل الله النور مرة ثانية ، وهذا النور ، على عكس النور المادي الذي نشأ في فجر الزمان، لا يمكن أن ينطفئ أبدًا. هذا هو الفرق بين إحياء لعازر وقيامة يسوع ، بين النور المادي ونور القيامة. أعيد لعازر إلى جسده الذي كان عليه أن يموت فيه مرة أخرى. أما يسوع فقام بجسد ممجد جديد جذرياً ولن يموت مرة أخرى أبداً .
في أمسية عيد القديس أنطونيوس البادوفي – المعلم في الكنيسة – نذكر احدى كلماته الشهيرة فيها يتساءل عن نفع البصر حين نفقد البصيرة!
ولكن ماذا يجعل من بصيرتنا منوّرة؟
يخبرنا عالم الكتاب المقدس الشهير ريموند براون أنّ الظلمة التي أحاطت بالعالم بينما كان يسوع يحتضر، ستستمر حتى نؤمن بالقيامة. حتى نؤمن بأن الله لديه إجابة – حياة بوجه كل موت… وحتى نؤمن أنه – بغض النظر عن مدى عمق الحفرة التي وضعت فيها الكراهية الخير- إنّ الله سيدحرج الحجر عن ذاك القبر …
اليوم، وظلمات العالم تلفنا وتبدو مآسي الخير من نصيبنا، نطلب نور البصيرة. كأنطونيوس القديس نطلب نور القيامة. و لنذكر أنه عبر التاريخ، النصر الأخير هو دائماً لطريق الحقيقة والمحبة . الظلم والطغيان و الطمع القاتل … كل ذاك الشر الذي يبدو ولفترة من الوقت أنه لا يُقهر سيسقط في النهاية و ينحدر في قبر – عنه وحده – لا يُدحرَج الحجر…
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير