يوم السبت 18 حزيران، التقى البابا فرنسيس أعضاء رهبنة القدّيس بولس (المدعوّين البولسيين) والتي تأسّست سنة 1941 في إيطاليا على يد الطوباوي جياكومو ألبيريوني، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني.
في التفاصيل، وضمن لقائهم لأجل جمعيّتهم العمومية الحادية عشرة، والتي هي تحت عنوان “تغيّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم” (رو 12 : 2). مدعوّون لتكونوا فعلة شراكة لإعلان فرح الإنجيل في ثقافة التواصل”، أشار البابا إلى أنّ تشجيع القديس بولس لأهل روما يُظهر أنّ “الأمر يتعلّق بالإفساح بالمجال أمام الروح القدس، نعمة الله. فلنتغيّر بداية، ثمّ فلنُغيّر العالم المحيط بنا”.
ثقافة رقميّة تُراعي العلاقات الإنسانيّة
بمعنى آخر، “العقليّة هي ما يجب أن يتغيّر لتصبح كعقليّة يسوع”. بالنسبة إلى البولسيين، هذه الأنجلة تمرّ بأساليب التواصل الحاليّة. لكنّ الأب الأقدس حذّر مِن “الاكتفاء باستخدام وسائل التواصل الحالية لنشر الرسالة المسيحية وتعليم الكنيسة. يجب إدماج الرسالة بذاتها في الثقافة الجديدة التي يولّدها التواصل الحالي. وهذه الثقافة يجب ألّا تتجاهل العلاقات بين الأشخاص في عالم شامل ومتّصل بعضه ببعض… لذا من المناسب التساؤل إن كان التواصل الرقمي يبني حقّاً جسوراً ويُساهم في بناء ثقافة اللقاء”.
السَّير على خطى القدّيس بولس
بعد ذلك، أوصى الأب الأقدس الرهبان باتّخاذ القدّيس بولس مِثالاً، وهو الرسول الذي لم يتصرّف بطريقة معزولة، “بل دائماً بالتعاون مع رفاقه الرسل. تعلّموا منه أن تكونوا فعلة شراكة”.
إنّ أسلوب التواصل هذا يُساهم في السينودسيّة التي يُشجّعها البابا في الكنيسة الجامعة، وعلى هذا الأسلوب استغلال أفضل ما في وسائل التواصل.
في هذا السياق، طلب الأب الأقدس من الرهبان التفكير في موضوع “السينودسية والتواصل”، لكن ليس فقط على مستوى روحانيّتهم. لذا دعا الحبر الأعظم البولسيين إلى “عَيش الشراكة الاعتيادية في الأخوّة والعلاقات مع الجماعات الأبرشيّة والعائلة البولسيّة، مُتمنّياً أن يتمكّن المكرّسون، على مثال بولس، مِن إعلان الإنجيل إلى البشريّة برمّتها، حتّى مَن يبدون غرباء عن الكلمة. “غالباً ما يُخفي هؤلاء الأشخاص في داخلهم رغبة بمعرفة الله، وعطشاً للحبّ والحقيقة”.