“أصرّ على إعادة التأكيد أنّ استخدام الأسلحة النووية، كما حيازتها البسيطة، لاأخلاقي”: هذا ما أعلنه البابا فرنسيس في رسالة بالإنكليزية وجّهها للسفير أليكساندر كمينت (رئيس اللقاء الأوّل للبلدان الأعضاء في معاهدة منع الأسلحة النووية والذي يجري بين 21 و23 حزيران في فيينا). وقد قرأ المونسنيور بول ريتشارد غالاغير الرسالة على مسامع المشاركين، كما كتبت الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي.
أشار البابا في رسالته إلى أنّ “محاولة الدفاع عن الاستقرار وتأمينه إلى جانب السلام عبر حسّ خاطىء بالأمن و”اتّزان في الرعب” ينتهي بتسميم العلاقات بين الشعوب ويُعيق أيّ شكل من أشكال الحوار الحقيقي. إنّ الحيازة تؤدّي بسهولة إلى تهديد باستعماله ليُصبح التهديد استفزازاً”.
ثمّ شرح الأب الأقدس أنّ “اللقاء في فيينا يجري في زمن يستدعي تأمّلاً أعمق حول الأمن والسلام. في الإطار الحالي، إنّ التكلّم عن الحيازة أو مدحها قد يبدو مفارقة بالنسبة إلى الكثيرين. إلّا أنّه علينا البقاء مدركين للمخاطر والمقاربات القريبة الأمد الخاصة بالأمن الوطني والدولي ومخاطر انتشار السلاح”.
كما وجدّد الأب الأقدس بإصرار نداءه لإسكات كلّ الأسلحة ومحو أسباب الصراعات عبر المفاوضات. إنّ مَن يشنّون الحرب ينسون الإنسانيّة”.
في سياق متّصل، ذكّر البابا في رسالته بأنّ “السلام لا يمكن تقسيمه، ويجب أن يكون عالمياً كي يكون مستداماً. والكرسي الرسولي مُقتنع بأنّ العالم الخالي من الأسلحة النووية هو ضروري وممكن”.
ودعا الحبر الأعظم إلى “الاعتراف بالحاجة الشاملة لتحمّل المسؤوليّة على جميع المستويات. هذه المسؤوليّة تقع على مستوى عام وعلى مستوى شخصيّ كأفراد وكأعضاء في العائلة البشريّة نفسها”.
ثمّ اعتبر البابا أنّه “من المناسب أن تعترف المعاهدة بأنّ التثقيف على السلام قد يلعب دوراً مهمّاً عبر مساعدة الشباب على إدراك مخاطر ونتائج الأسلحة النووية على الأجيال الحالية والمستقبلية”، مُذكِّراً بأنّ “معاهدات نزع الأسلحة هي التزام أخلاقيّ مبنيّ على الثقة بين الدول، مع نتائج أخلاقيّة تترتّب على الأجيال الحالية والمستقبلية. إنّ الالتزام بالاتّفاقيات الدولية لنزع الأسلحة واحترامها ليس ضُعفاً بل هو على العكس مصدر قوّة ومسؤوليّة بما أنّه يزيد الثقة والاستقرار”.
في الختام، شجّع أسقف روما على تعزيز ثقافة الحياة والسلام المبنيّة على كرامة الإنسان والإدراك بأننا جميعاً إخوة وأخوات