في 13 حزيران 2012، توفيت كيارا كوربيلا، امرأة إيطالية بالغة من العمر 28 عامًا، بثوب زفافها، محاطة بعائلتها وأصدقائها. في السنوات العشر التي انقضت على وفاتها، أثّرت قصتها بقلوب الكثيرين في جميع أنحاء العالم.
في سنّ ال18، قابلت كيارا الرجل الذي سيصبح زوجها فيما بعد، أنريكو بيتريلو. ما أن تزوّجا حتى واجها العديد من التحديات معًا. عانيا من موت ولديهما، اللذين توفيا بعد 30 دقيقة من ولادتهما.
أصبحت كيارا حاملاً مرّة جديدة بابنها فرانشيسكو. لم تدم الأخبار الفرحة إذ تمّ تشخيص إصابتها بسرطان في الفمّ. رفضت أي شكل من أشكال العلاج باعتبار أنه يشكّل خطرًا على ابنها الذي لم يولد بعد. مع تقدّم مرض السرطان أصبح من الصعب على كيارا التحدث والنظر.
تمّ الإعلان عن دعوى قداسة كيارا في 13 حزيران 2017، في الذكرى الخامسة على وفاتها. أدلى والداها، روبيرتو وماريا أنسيلما كوربيلا، بشهادة ابنتهما عن الإيمان أثناء خطابهما في مهرجان العائلات، وهو جزء من اللقاء العالمي للعائلات، الذي يُقام في روما في الفترة الممتدة من 22 حزيران حتى 26 منه.
تشاركا النضالات التي واجهاها داخل أسرهما، والتي أثّرت بحياة ابنتيهما، إليزا وكيارا. تعيش إليزا في شمال إيطاليا مع أولادها الثلاثة، وكانت معركة كيارا التي واجهتها، أشبه “بمريم عند أقدام الصليب”، إنما علّمتهما كيف يعانقا صليبهما ويثقان بمخطط الله.
أوضحت ماريا أنّ ابن كيارا وهو فرانشيسكو، البالغ من العمر 11 عامًا، كان يبلغ عامه الأوّل عندما توفّيت أمه، إنما في ذلك الوقت أظهرت لهم كيف “في كلّ حالة، يمكن للمرء أن يتوقّع أقصى درجات السعادة في هذه الحياة إن أخذوا الله كمرشد”.
وقالت والدتها: “كان من الصعب علينا أن نرافقها إلى عتبة السماء والسماح لها بالرحيل، ولكن منذ تلك اللحظة حلّت النعمة علينا ورأينا نبذة عن مخطط الله فلم نقع في شرك اليأس. إنّ صفاء كيارا فتح لنا نافذة إلى الأبدية ولا نزال حتى اليوم نتذكّر ذلك اليوم”.
في كلمته أثناء مهرجان العائلات، توجّه البابا فرنسيس إلى والدا كيارا وعائلتها: “لقد شهدتم على الصليب الثقيل لمرض كيارا وموتها اللذين لم يدمّرا عائلتكم أو يقضيا على صفاء قلوبكم وسلامكم. يمكننا أن نرى ذلك على وجوهكم. أنتم لستم منسلّين ويائسين أو غاضبين في حياتكم. بل على العكس! ما نراه فيكم هو صفاء وإيمان عظيمين”.
وأضاف الأب الأقدس: “كزوجة، سارت إلى جانب زوجها، تبعت طريق إنجيل العائلة، ببساطة وبشكل تلقائي. رحّب قلب كيارا بحقيقة الصليب كهدية للذات: بذلت حياتها لعائلتها والكنيسة والعالم أجمع”.
وقال روبيرتو: “لم تهرب من تجارب الحياة، بل واجهتها بنظرتها السماوية… كلّ خطوة لها كانت هادفة بعون الله ورعاية مريم، كانت ملتزمة بتحقيق الهدف، بصلاة شخصية أبقتها بعلاقة مع الربّ الذي تلقّت منه النعمة التي تغذّي إيمانها”.
وفي الختام، قال: “لتكن كيارا مصدر إلهام في مسيرتنا نحو القداسة، وليعضدنا الربّ ويجعل من كلّ صليب ثمارًا تحملها العائلات”.