“مهما كانت النكسات، فلنطلب من يسوع القوّة حتى نكون على مثاله، ولنتبعه بعزم ثابت على درب الخدمة، من دون البحث عن التصفيق”، تلك كانت الدعوة التي أطلقها البابا فرنسيس لكلّ من يريدون أن يكونوا تلاميذ المسيح.
قبيل صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس، يوم الأحد 26 حزيران 2022، علّق البابا على إنجيل اليوم، الذي فيه يشدّد لوقا على عزم يسوع بالسير نحو أورشليم، حيث سيموت هناك. وبعد أن رفضه أهل السامرة، تصرّف يسوع بشكل مختلف عن تلاميذه الذين أرادوا منه أن يأمر النار فتنزل من السماء.
شدّد البابا على أنّ يسوع سلك طريقًا آخر، ليس “الغضب” بل العزم الثابت في المضي قدمًا والذي يشمل الهدوء والصبر وطول الأناة، من دون التخلّي عن فعل الخير. كشف موقفه عن قوّة داخلية كامنة فيه.
أقرّ البابا أنه في الشدائد، من السهل أن “يترك المرء نفسه يغمره الغضب بدلاً من التحكّم بنفسه. يسوع يتبع طريقًا آخر، ليس طريق الغضب، بل طريق القرار الحازم لمتابعة العمل، لا يترك القسوة تستولي عليه، بل في قراره هدوء وصبر وحِلم، فلا يتوقف بأي شكل عن الالتزام بصنع الخير”.
“طريقة التصرّف هذه لا تدل على الضّعف، بل على العكس، تدل على قوّة داخليّة كبيرة. الغضب أمام المعارضة سهل، إنّه أمرٌ غريزي. لكن الأمر الأصعب، من ناحية أخرى، هو أن نسيطر على ذواتنا، وأن نتصرّف مثل يسوع، كما يقول الإنجيل: إنّه عزم على الذهاب “إِلى قَريَةٍ أُخرى” (آية 56). هذا يعني أنّه عندما نجد إغلاقات أمامنا، يجب أن نتابع عمل الخير في مكان آخر، دون شكوى أو مرارة. هكذا يساعدنا يسوع على أن نكون أناسًا هادئين، وسعداء بالخير الذي نحقّقه، وأناسًا لا نسعى للحصول على موافقة الناس”.