يوم الخميس 30 حزيران 2022، ولدى استقباله بعثة من بطريركية القسطنطينية المسكونية، عبّر البابا فرنسيس عن رأيه حيال البحث عن الوحدة بين المسيحيين والتي هي ضروريّة في إطار الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا، بدون أن ينسى شكر البعثة التي قدّر حضورها إلى روما لمناسبة عيد القدّيسَين بطرس وبولس، وضمن إطار التبادل التقليدي للطائفتَين خلال أعياد الشفعاء. فأسقف روما يرى في هذا إشارة على أنّ “الكنيستَين تتابعان حواراً أخويّاً ومُثمراً في التزامهما على طريق الشراكة”، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الفرنسي.
وأشار البابا في كلمته التي ألقاها إلى الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، قائلاً إنّ “المصالحة بين المسيحيين هي ضرورة، فيما يهزّ العالم اعتداء حربي وحشيّ جنونيّ يتحارب خلاله العديد من المسيحيين فيما بينهم. وبوجه فضيحة الحرب، يجب البكاء والإنقاذ والارتداد. هناك حِداد على الضحايا، والكثير من الدماء المُراقة، والعديد من الحيوات البريئة المفقودة ورُعب شعب بأكمله مع هجرة كثرٍ. الارتداد ضروري كي نفهم أنّ الفتوحات المسلّحة والتوسّعات والإمبريالية لا علاقة لها بالملكوت الذي أعلن عنه يسوع”.
إعادة الانطلاق من المسيح سلامنا
وتابع البابا قائلاً: “يُظهر الواقع إذاً أنّ البحث عن وحدة المسيحيين ليس فقط شأناً داخلياً خاصّاً بالكنيسة. إنّه شرط محتّم لتحقيق الأخوّة العالميّة التي تظهر في العدالة والتضامن حيال الجميع. إنّ الوحدة تدعو الجميع إلى التساؤل عن نوع العالم الذي نودّ رؤيته بعد هذه المواجهات المريعة، وعن المساهمة التي سنكون مستعدّين لتقديمها… إنّ إنجيل يسوع وكلماته هي الجواب، لكن حذارِ تشويهها. المسيح سلامنا. فلننطلق منه لنفهم أنّ الوقت لم يعد وقت تسوية جداول أعمال الكنيسة بحسب منطق السُلطة الدُنيوية، بل بحسب نبوءة سلام الإنجيل، مع الكثير من التواضع والصلاة والشجاعة وحرية التعبير”.
وأخيراً، حيّى البابا اجتماع لجنة التنسيق المختلطة الدولية لأجل الحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الذي انعقد في أيار الماضي بعد انقطاع دام لسنتَين جرّاء الوباء، مُتمنّياً أن يتقدّم الحوار مع تعزيز عقليّة جديدة تؤدّي إلى النظر إلى الحاضر والمستقبل بدون الانغلاق في أحكام سابقة. يتعلّق الأمر بالتقدّم معاً كإخوة بالأعمال”.