Maronite Massabki Brothers

من هم الشهداء المسابكيين الثلاثة؟

الضمير المستقيم والفساد

Share this Entry
عيّدنا يوم الأحد 10 تموز  تذكار الشهداء المسابكيين الثلاثة: فرنسيس ورفائيل وعبد المعطي…
هم من العلمانيين… رجال أتقياء، عاشوا في مجتمعهم شهود للمسيح، ملتزمين بإيمان الكنيسة، ضميرهم مستقيم، عرفوا كيف يعملون بصدق وأمانة، إثنان منهم تزوجا، وأسسا عائلتان مسيحيّتان… لما اشتعلت الثورات في نواحي الشام وجبل لبنان، خاصة سنة ١٨٦٠، كانت شهرة الإخوة الثلاثة ذائعة في مدينة دمشق. في ليل ١٠ تموز ١٨٦٠، اشتدّت وطأة أعمال العنف التي بدأت تأخذ منحى طائفيًّا (عادة مؤسفة شائعة في الشرق) وانسحب جميع قناصل الدول الغربية (عادة ما زالت لديهم عندما تصب أعمال العنف والقتل والتهجير والتجويع في خانة مصالحهم)…
شعر الإخوة الثلاثة، ومعهم جميع المسيحيين في دمشق بالخطر، فذهبوا إلى كنيسة دير الفرانسيسكان (في حي باب توما- دمشق) واختبأوا فيها. دخل بعض مسببي أعمال الشغب إلى الكنيسة، وطلبوا فرنسيس مسابكي (الأكبر بين الإخوة) لأنه كان ذائع الصيت باستقامته وقدرته على لم شمل الجماعة المؤمنة، وهددوه، ووعدوه بالسلامة والمناصب له ولإخوته، إن أنكر المسيح…
أعلن فرنسيس بثقة أنه لا يخاف ممن يقتل الجسد وقال بوضوح: “أنا مسيحي، وعلى دين المسيح أموت”. لم يشفق المُهددون على شيخوخته، وضربوه بالفؤوس والسيوف في قلب الكنيسة وأمام كل الشعب حتى أسلم روحه. كذلك فعلوا بأخويه روفائيل وعبد المعطي… وقتلوا معهم في الليلة ذاتها تسعة رهبان من الفرانسيسكان، وكاهن من الكنيسة الأورتذكسية إذ قتلوه في وسط الطريق وجرّوا جثته مربوطة بحصان حتى تهشمت وتناثرت (هو “العظيم في الشهداء الخوري يوسف الحداد”، وهو آخر من أعلن قداسته المجمع الأنطاكي المقدس للكنيسة الاورتذكسية).
ما تميز به هؤلاء الإخوة هو أنهم كانوا قادرين في تلك الأيام الصعبة على:
– احتكار التجارة وجني الأرباح الطائلة من وجع الناس،
– انتهاز الفرصة وانتزاع المناصب التي كانت ستخدمهم ليزيدوا غناهم بعد انتهاء الثورة،
– انكار المسيح وحصولهم على رضى الوالي العثماني في الشام، الذي كان يريد أن يفرض قوانينه الظالمة…
لم يحتكروا، ولم ينتهزوا، ولم ينكروا… حاربوا الفساد السائد بالتزامهم بالصلاة مع الجماعة المؤمنة، ورفضوا ذلك الفساد حتى الموت…
أيها الإخوة فرنسيس ورفائيل وعبد المعطي مسابكي: كم نحن اليوم بحاجة إلى أمثالكم! تشفعوا بنا لدى المسيح.
Share this Entry

الخوري يوحنا فؤاد فهد

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير