Pixabay - CC0- PD

أي نوع من العالم نريده لأنفسنا ولأولئك الذين سيأتون من بعدنا؟

البابا يدعو إلى تقليص الانبعاثات لمواجهة المخاطر البيئية

Share this Entry

أي نوع من العالم نريده لأنفسنا ولأولئك الذين سيأتون من بعدنا؟ هذا هو السؤال الحاسم الذي يرافق رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في المؤتمر الذي تنظمه الأكاديمية البابوية للعلوم، والذي ينعقد في الفاتيكان يومي 13 و 14 تموز، وموضوعه: “صمود الناس” والنظم البيئية تحت ظروف الإجهاد المناخي. في هذه الوثيقة، يؤكّد الحبر الأعظم أنّ “ظاهرة تغير المناخ أصبحت حالة طارئة لم تعد موجودة على هامش المجتمع. وقد كان لها دور مركزي في التأثير على الأسرة البشرية، وخاصة الفقراء وأولئك الذين يعيشون في الأطراف الاقتصادية للعالم”.

الحد من الانبعاثات

في هذه الرسالة، يشير البابا إلى أننا نواجه اليوم تحديين: تحدي “الحد من مخاطر المناخ من خلال تقليل الانبعاثات” وتحدي مساعدة السكان على “التكيف مع تغير المناخ”. أكّد البابا فرنسيس بعد الإشارة إلى بعض التعاليم الكتابية، على أنّ الاهتمام ببيتنا المشترك، حتى خارج نطاق اعتبارات تأثيرات تغير المناخ، “ليس مجرد مهمة نفعية، بل هو التزام أخلاقي على جميع الرجال والنساء كأبناء الله. تتطلب هذه التحديات منا التفكير في نهج متعدد الأبعاد لحماية كلّ من الأفراد وكوكبنا.

طريق التحول البيئي

يشير البابا فرنسيس على وجه الخصوص إلى طريقة لرعاية البيت المشترك: “التحويل البيئي”، الذي يتطلب تغييرًا في العقلية والالتزام بالعمل من أجل مرونة الناس والنظم البيئية. هذا الارتداد يعني أولاً وقبل كل شيء الشعور “بالامتنان” لعطية الله المُحبَّة والسخية التي هي الخليقة. ثم يجبرنا على الاعتراف بأننا متحدون “في شركة عالمية” مع بعضنا البعض ومع بقية مخلوقات العالم. كما أنه يتطلّب منا “معالجة القضايا البيئية ليس كأفراد منعزلين، بل كمجتمع داعم”.

الدول الأكثر تقدما تسير بالقدوة

لإيجاد حلول ملموسة لمشاكل اليوم المتزايدة، “نحن بحاجة إلى جهود شجاعة ومتعاونة وبعيدة النظر بين القادة الدينيين والسياسيين والاجتماعيين والثقافيين على المستويات المحلية والوطنية والدولية”. يفكر البابا بشكل خاص في الدور الذي يمكن أن تلعبه “الدول الأكثر حظًا اقتصاديًا في تقليل انبعاثاتها” وفي تقديم المساعدة المالية والتكنولوجية حتى تتمكن المناطق الأقل ازدهارًا في العالم من أن تحذو حذوها. في المنشور، شدد البابا فرنسيس أيضًا على أنّ “الوصول إلى الطاقة والمياه النظيفة، ودعم المزارعين حول العالم للانتقال إلى الزراعة المرنة” هو أمر بالغ الأهمية. ومن الضروري أيضًا الالتزام بـ “مسارات التنمية المستدامة وأنماط الحياة الرصينة” التي تهدف إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية على كوكب الأرض والرعاية الصحية لأشد الناس فقراً وضعفاً.

كل شيء مترابط

ثم عبّر الحبر الأعظم عن اهتمامين: “فقدان التنوّع البيولوجي والحروب العديدة التي تدور في مناطق مختلفة من العالم”، والتي لها عواقب ضارة على بقاء الإنسان ورفاهيته، ولا سيما مشاكل الأمن الغذائي وزيادة التلوث. تُظهر هذه الأزمات، بالإضافة إلى أزمة المناخ، أنّ “كل شيء مترابط” وأنّ تعزيز الصالح العام “ضروري لتحول إيكولوجي حقيقي”. وأشار البابا إلى أنه لهذه الأسباب وافق على انضمام الكرسي الرسولي إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير