في بيان صدر بتاريخ 13 تموز، حيّى المرصد الفلكي للفاتيكان (الواقع في القصر الرسولي لِكاستلغاندولفو) الصور المذهلة التي بثّها مقراب جايمس ويب الفضائي التابع لناسا في 12 تموز، وهي صور أظهرت في الوقت عينه “عظمة الله وحبّه للجمال”، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني.
وقد عبّر مديره اليسوعي غي كونسولمانيو عن فرحته للصور الجديدة التي وصلت إلى الأرض في بداية الأسبوع الماضي، والتي يعزوها الباحثون إلى 14 مليار سنة. “الصور مذهلة، وهذا ما يمكن أن يستنتجه كلّ إنسان بنفسه. إنّه ترقّب لما يمكننا تعلّمه عن الكون مع هذا المقراب في المستقبل. إنّ هذه الصور مكوّن أساسي بالنسبة إلى الذهن البشريّ”.
جمال أراده الله
في السياق عينه، أشار الأخ كونسولمانيو إلى “فرحته حيال هذا النجاح على مستوى شخصيّ أيضاً. فعِلم الفلك واستكشاف الكواكب مجال أبحاث ضيّق، إلّا أنّ الكثير من العلماء الذين بنوا الأدوات وخطّطوا لعمليات المراقبة هم أصدقاء عمِلوا مُطوّلاً على تشغيل هذا المقراب المذهل”.
وأضاف: “إنّ العلم الذي يرتكز عليه المقراب يُظهر محاولتنا لاستخدام ذكائنا الذي منحنا إيّاه الله لفهم منطق الكون. وصور السديم المثيرة للاهتمام تُظهر أيضاً الجمال الذي أراده الله. إنّه خلق الله الذي يظهر لنا”، مُشيراً إلى امتنانه حيال الدهشة التي سمح بها الله للبشر مانحاً إيّانا القدرة على “فهم ما فعله”.
الأبحاث الأولى لليسوعي أنجيلو سيكي
وأخيراً اعترف مدير مرصد الفاتيكان بانبهاره “بأوّل طيف لبخار الماء الجوّي لكوكب خارج الطاقة الشمسيّة. والصورة التي بثّها مقراب جايمس ويب تعكس صدى الأبحاث الأولى التي قام بها يسوعيّ آخر هو الأب أنجيلو سيكي، وهو المدير السابق لمرصد الفاتيكان ومتخصّص في دراسة الفلك. “لا يمكنني إلّا أن أتخيّل كم كان ليفرح لرؤيته كيف أنّ هذا العِلم الذي كان رائداً فيه، يُطبَّق الآن على كواكب مجهولة تدور حول نجوم بعيدة”.
تجدر الإشارة إلى أنّ مرصد الفاتيكان تأسّس سنة 1578 خلال حبريّة البابا غريغوريوس الثالث عشر. في الثلاثينيّات، تمّ نقله إلى قصر كاستلغاندولفو من قبل بيوس الحادي عشر على بُعد عشرين كيلومتراً جنوب روما، حيث ما زال حتّى اليوم.