“حرب استنزاف”، و”يعود على المجتمع الدولي الحفاظ على أمل الحوار والتفاوض”، هكذا يعرّف الأسقف بول ريتشارد غالاغر، أمين سرّ الكرسي الرسولي للعلاقات مع الدول، الصراع الدائر في أوكرانيا. في مقابلة مع جيرارد أوكونيل، مراسل الفاتيكان للمجلة اليسوعية “أمريكا”، تذكّر زيارته إلى أوكرانيا في أيّار الماضي: “لقد تعلّمت عن مرونة الشعب وتصميمهم وشجاعتهم، كما يقول، لكنني لقد تعرفت أيضًا على درجة المعاناة الموجودة”، كما يتضح من” الخسارة الكبيرة في الأرواح البشرية “والخوف من استمرار الحرب.
موقف الكرسي الرسولي
شدّد رئيس الأساقفة غالاغير على دور الكرسي الرسولي في الصراع، “دون تجاهل العنف”، وحث على التفاوض و”استعادة السلام”. وأضاف، أنه من جانب روسيا، “لا دعوة صريحة للكرسي الرسولي في التوسط”؛ لكن الاتصالات مستمرّة بين الدولتين، “إلى حد ما، من خلال السفير البابوي في موسكو”. “كان موقف الكرسي الرسولي موضع تقدير، وهذا ما أكّده الأسقف غالاغير، لكننا لم نذهب إلى أبعد من ذلك”، تمامًا كما لم يتم توجيه دعوة صريحة إلى البابا للذهاب إلى موسكو.
ثم استذكر رئيس الأساقفة “دعم الكرسي الرسولي لسيادة أوكرانيا وسلامتها”، مؤكدًا أنّ “الأمر متروك للأوكرانيين للتفاوض مع الآخرين، ولا سيما مع الروس”. إنطلاقًا من هنا، لن يعترف الكرسي الرسولي “بأي إعلان استقلال من جانب واحد”، على سبيل المثال، ذلك المتعلّق بمنطقتى دونيتسك ولوهانسك.
رحلة البابا
أما عن الرغبة في أن يتمكن البابا فرنسيس من الذهاب إلى كييف في آب المقبل، فإنّ رئيس الأساقفة غالاغر أكّد أنّ الأب الأقدس “قد أحرز تقدمًا كبيرًا في حركته”، الأمر الذي كان قد أصبح صعبًا مؤخرًا بسبب التهاب مفاصل الركبة.
ومع ذلك، والآن بعد أن تم تحديد موعد الرحلة إلى كندا في الفترة من 24 إلى 30 تموز، فمن المحتمل أن يتم النظر في الأمر “بجدية” الشهر المقبل. على أي حال، إنّ البابا فرنسيس “يرغب ويشعر أنه يجب أن يذهب إلى أوكرانيا”، على الرغم من عدم وجود دعوة من موسكو. ويخلص الدبلوماسي إلى أن “الأمرين غير مرتبطين. سيكون الأمر جيدًا لو كان كذلك لكنني أعتقد أنّ الأولوية الرئيسية بالنسبة إلى البابا في هذا الوقت هي الذهاب إلى أوكرانيا والالتقاء بالسلطات المحلية والشعب والكنيسة الكاثوليكية”.