كان الأسبوع الأوّل من تموز مُثمِراً بالمقابلات مع البابا فرنسيس: الأولى مع وكالة TELAM الأرجنتينية والثانية مع رويترز. إلّا أنّهما لم تشكّلا حداثة، بما أنّ بثّ مقابلة ثالثة للبابا جرى لأوّل مرّة على منصّة بودكاست وموسيقى هي تطبيق “سبوتيفاي” Spotify أو شركة الخدمات السويدية التي تأسّست سنة 2006.
في التفاصيل التي أوردها القسم الإنكليزي من موقع زينيت، أجرى الأب غييرمو ماركو مقابلة مع البابا، مع الإشارة إلى أنّ ماركو كان الناطق باسم رئيس أساقفة بوينس أيريس آنذاك، خورخي ماريو برغوليو، وقد زار الأب الأقدس مؤخّراً في الفاتيكان.
ويقول الأب ماركو: “بدأتُ أخبره ما هو البودكاست وما كنّا نفعله. عندها، سألني إن كنّا نستطيع أن نُسجّل بعض الدقائق الأخيرة المتبقّية من اللقاء بيننا”، الذي كان أساساً خاصاً وشخصيّاً بين الحبر الأعظم والناطق السابق باسمه. “وضعتُ الميكروفون لكلينا في غرفته في سانتا مارتا، وتابعنا الحديث”.
خلال المقابلة، تكلّم الرجلان عمّا يحتفظ به البابا في قلبه. “قلبي أشبه بخزنة. عليّ أن أوسّع الرفوف كلّ دقيقتَين. أنا من هُواة الجَمع. لا أودّ أن أضيّع أيّ شيء يُعطيني إيّاه الناس بأمثلة أو بأحداث”.
ثمّ ذكّره الأب ماركو بأنّه كان أسقفاً في الشارع، وسأله إن كان يفتقد شيئاً. فأجاب البابا: “أفتقد السَّير في الشوارع. في بوينس أيريس، كنتُ أمشي أو أستقلّ الباص. هنا، في المرّتين اللتين خرجتُ خلالهما، قُبض عليّ… في السابعة مساءً في الشتاء، يكون الظلام حالّاً. عندما ذهبتُ إلى أخصّائي النظّارات، صرخت سيّدة “إنّه البابا”. وكانت النهاية. وعندما ذهبتُ إلى متجر الأسطوانات حيث لم يكن هناك أحد – ذهبتُ لأبارك المكان لأنّه متجر أصدقاء لي أعادوا ترميمه وطلبوا منّي ذلك – كان الظلام حالّاً إلّا أنّ حظّي كان سيّئاً، بحيث كانت سيّارة تاكسي مركونة بالقرب من المتجر مع صحافي بانتظار صديقه”.
في السياق عينه، وبالنظر إلى القصّة التي تقول إنّ البابا يهرب ويجول في الطرقات ليلاً، أجاب: “هذا ليس صحيحاً. مَن فعل ذلك كان يوحنا بولس الثاني: لقد وجد طريقة لذلك. كان يحبّ التزلّج. وعلى بُعد مئة كيلومتر من هنا، من الممكن التزلّج. وهذا ما كان يفعله. كان يخرج بقلنسوة التزلّج ويُغطّي وجهه فلا يعرفه أحد. وعندما ينتهي من التزلّج، كان يعود”.
من ناحية أخرى، عندما سُئل كيف يُصلّي البابا، وإن كانت طريقته بالصلاة قد تغيّرت منذ أن كان كاهناً وقد أصبح الآن حبراً أعظم، أو إن كان ما زال ينهض باكراً للصلاة، أجاب البابا: “نعم تغيّرت طريقة صلاتي مذ كنتُ كاهناً. لكنّها لم تتغيّر عمّا كانت عليه خلال الأسقفيّة. صلاة الأسقف تقضي بالعناية بالقطيع. والبابا هو أسقف، لذا فإنّه يُتابع بالأسلوب نفسه. النظر، الطلب، الشفاعة والشكران. والأهمّ من ذلك، النهوض باكراً للصلاة. لأنّني إن لم أصلّي في الصباح، فلا أكون قد صلّيت. وسينتهي بي الأمر مقضيّاً عليّ”.
وفي النهاية، شرح البابا فرنسيس مجدّداً لما بدّل مقرّ إقامته إلى سانتا مارتا مُضيفاً أنّه أيّام الآحاد يتناول الغداء مع موظّفي الفاتيكان. كما وقال إنّه يقرأ كتاباً لرئيس أساقفة ميلانو السابق الراحل الكاردينال كارلو ماريا مارتيني اليسوعي.