La Bible @ Robert Cheaib - flickr.com/theologhia

المسيحي يحمل في رسالته شخص المسيح ومشروعه وفكره

ما من حُبٍ أعظم من حُب من يبذل نفسه في سبيل الآخرين

Share this Entry
عندما يدخل المسيحي، رسول المسيح، إلى أي مدينة أو قرية أو بيت أو أي جماعة أخرى فهو يدخل باسم المسيح ويحمل رسالة المسيح نفسها أي ملكوت الله ” قد اقترب ملكوت الله ” ( متى ٣ : ٢ )، ملكوت الحُب . والحُب هو بذلٌ مستمر للنفس في سبيل الآخرين … ” ما من حُبٍ أعظم من حُب من يبذل نفسه في سبيل الآخرين” ، و” ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم ، بل ليَخدُم ويفديَ بنفْسِهِ جماعة الناس ” ( متى ٢٠ : ٢٨ ) .
لا يحمل رسول المسيح وهو يُعلِّم او يخدُم  مشروعاً خاصاً به ، ولا يُبشر بعقيدة أو فلسفة أو طريقة أو منهج فكري بشري ، بل يحمل مشروع المسيح الخلاصي ، وفكر وتعاليم المسيح ،  وشخص وخُلق المسيح   ” ومن سمع إليكم سمِع إليَّ ، ومن أعرضَ عنكم أعرضَ عني ، ومن أعرضَ عني أعرضَ عن الذي أرسلني ” (لوقا ١٠ : ١٦)
فالمسيح يتكلم معنا ، ومع كل إنسان يومياً في شخص من يحمل رسالته ، أكان اسقفاً او كاهناً او راهباً ام راهبة أُمّ علماني ، وهو حاضر من خلال من يبشر بكلمته ، وهو يدبر ويوجه ويشفي جراحات البشرية بواسطة كنيسته المرسلة في العالم .
يقول لنا القديس بولس رسول الأُمَم  : ” …  إذا  أنتم تطلبون برهاناً على أنَّ المسيح يتكلَّمُ بلساني ، إنَّه غير ضعيفٍ  في مُعامَلَتِكُم ، بل قويٌ فيكم  ” ( قورنتس الثانية ١٣ : ٣ ) . فمن يطلب برهاناً قاطعاً عن حضور المسيح في العالم فلينظر ويتأمل حياة من حمل رسالته عبر التاريخ حتى اليوم ، ويدرس جيّداً التحولات الهائلة في حياة من سمع كلمة الرب وعمل بها ،
” بل طوبى لِمَن يسمع كلمة الله ويَحفَظها ” ( لوقا ١١ : ٢٨ ) .
ورسول المسيح يَعلم جيّداً  هذه الحقيقة لذلك لا يضيّع وقته في المماحكات والجلسات واللقاءات غير المجدية نفعاً  ، فهو دائماً على عجلة من أمره ، يسير دون توقف ، يتكلم دون خوف ،  يُعطي ويُضحي دون حساب ، لأنه يحمل المسيح في داخله ويشعر أن المسيح يحمله ، لذلك لا يهادن ولا يراوغ ولا يجادل ولا يتلوّن ولا يلتوي ولا يتراجع حتى النهاية ” … صُلِبْتُ مع المسيح ، فما أنا أحيا بعد ذلك ، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ وإذا كنتُ أحيا الآن حياة بَشَريّة ، فإنِّي أَحْيَاها  الآنَ فِي الإِيمَانِ، بابن الله الذي أحَبَّني وجاد بنفسِهِ من أجلي ” (غلاطية ٢ – ٢٠)
وأنت أيُّها المسيحيّ المؤمن  ، اليوم تكون مساهماً في بناء ملكوت الله عندما تفتقد      ” المنقطعين والبعيدين والمضطهدين واللاجئين  ” باسم المسيح وتجبر منكسري القلوب والمتعبين والمهمّشين  و… ، عندما تطعم من ذاتك ، كما فعل المسيح مع البشرية الجائعة إلى الحب فتتحول ” الذئاب إلى حملان “،  وتطفىء بأعمالك ” الشراسة باللطف ” و ” الفجور بالطهارة ” ، و ” الكفر بالايمان ” ، و ” الشك بالرجاء ” ، و ” الحقد بالحب ” … وتستمر بذلك مبشراً ” بالنعمة ” حتى يرعى ” الذئب مع الحمل ” (أشعيا ٦٥ – ٢٧ ) . ” هاءَنذا أُرسِلُكم كالخراف بين الذئاب ، فكونوا كالحيّات حادِقين وكالحمامِ ساذجين ” ( متى ١٠ ١٦ ) . طبعاً ،  لا تخاف أن تكون حملاً وديعاً  بين الذئاب ، فالذي أرسلك يقدم لك القوة والعناية والرعاية ” لأن الحمل الذي في وسط العرش يرعاك ، ويقتادك إلى ينابيع ماء الحياة ،  ويمسح الله كل دمعة من عيونك” ( رؤيا القديس يوحنا ٧ : ١٧ ) . وهو معك إلى نهاية العالم ( متى ٢٨ : ٢٠ ) .
أخي المسيحي المؤمن حامل مشعل البشارة بقوةِ ونعمة المسيح ، مع القديس بولس  أقول لك ولكل المسيحين : ” إن المسيح لم يُرسلني لأُعٓمِّد ، بل لأُبشِّر ” ( قورنتس الاولى ١ : ١٧ ) ، ” فسيروا سيرةً جٓديرةً ببشارة المسيح ” ( فيلبي ١ : ٢٧ ) ، وليكن فيما بينكم الشعور الذي هو أيضاً في المسيح يسوع .
فمع أنَّه في صورة الله
لم يعد مُساواتَه لله غنيمة
بل تجرّٓدَ من ذاتِهِ مُتَّخِذاً صورة العبد
وصار على ِمثالِ البشر
وظهر في هَيئةِ إنسان
فوضع نَفْسَه وأطاعَ حتى الموت ، موتِ الصليب .
لِذلِكَ رَفَعٓه الله إلى العُلى
ووهٓبَ له الإسم الذي يٓفوق جميع الأسماء
كيما تٓحثو لاسمِ يسوع
كُلُٰ رُكبَةٍ في السَّمَوات وفِي الأرض وتحت الأرض
ويٓشهَدُ كُلٌُ لِسانٍ أنَّ يسوعَ المسيحَ هو الرّبّ
تمجيداً لله الآب ( فيليبي ٢ : ٥ – ١١ ) .
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير