Le Pape au Cimetière d’Ermineskin (Canada) @ Vatican Media

البابا قدّم اعتذاراً للشعوب الأصيلة

مرحلة أولى نحو الشفاء

Share this Entry

يوم الاثنين 25 تموز، توجّه البابا فرنسيس إلى ماسكواسيس Maskwacis (التي معناها هضبة الدب باللغة الأصيلة) في إدمونتن (أو الأرض التي تستقبل مختلف المحميّات الهنديّة) للقاء الشعوب الأصيلة، وذلك ضمن رحلته الرسوليّة إلى كندا و”حجّ التوبة” الذي يقوم به.

في التفاصيل التي أوردها القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني، جرت المرحلة الأولى من رحلة البابا الرسوليّة السابعة والثلاثين على بُعد 83 كيلومتراً جنوب عاصمة ألبيرتا. فتلك الأرض تضمّ محميّات القبائل الهنديّة من الغرب الكندي و4 أمم الماسكواسيس، بالإضافة إلى إحدى المدارس الداخلية (من أصل 139) في كندا والتي كانت مفتوحة بين 1874 و1996، من بينها مدرسة إرمينيسكين التي دُمِّرَت وأصبحت مكاناً للذكرى.

والتحرّك الأوّل للبابا ابتدأ على الأراضي الأصيلة مدموغاً بالعواطف والجدّية عند عتبة كنيسة سيّدة الأوجاع، حيث رحّب كاهن الرعيّة وبعض قدامى شعبَي الميتيس والإنويت بالأب الأقدس. ثمّ على وَقع صوت الطبل، وصل البابا إلى مقبرة إرمينيسكين في كرسيه المدولب وصلّى لبعض الوقت، ليُلقي التحيّة بعد ذلك على بعض القادة الذين مثّلوا الأمم الأصيلة.

حذاء رمزي

بعد ذلك، رحّبت بالبابا بعثة من القادة الهنود الذين أتوا من جميع أنحاء البلاد، بحضور رئيس الوزراء ترودو والحاكم العام ماري سايمن، على وَقع الأغاني والرقصات التقليدية. ثمّ رحّب أحد القادة بالأب الأقدس قبل أن يتولّى الأخير الكلام.

ومِن أبرز ما قاله البابا بالإسبانية: “أتيتُ إلى أراضيكم لأقول لكم شخصيّاً كم أنّني مصدوم، لأتوسّل الله الغفران والشفاء والمصالحة، كما ولأعبّر لكم عن قُربي وأصلّي معكم ولأجلكم”.

ثمّ تكلّم البابا عن حذاء يرمز إلى المعاناة التي ألمّت بأولاد الشعوب الأصيلة، وهو حذاء تسلّمه في نيسان الماضي في الفاتيكان خلال زيارة بعثات الشعوب الأصيلة، مع الإشارة إلى أنّ البابا أعاد الحذاء بعد انتهائه من إلقاء كلمته.

“إنّ ذكرى هؤلاء الأولاد تولّد ألماً وتدعونا للتحرّك كي تتمّ معاملة كلّ ولد بحبّ واحترام وكرامة. لكن هذاالحذاء يُكلّمنا أيضاً عن مسيرة نودّ أن نجتازها معاً”.

كما واستذكر البابا ما طبع الشعوب الأصيلة على مرّ الأجيال، والمعاناة التي احتملها البعض في المدارس الداخليّة. “إنّ المكان الذي نتواجد فيه يعكس صدى صرخة مكبوتة في داخلي منذ أشهر”، مُحذِّراً مِن النسيان واللامبالاة بوجه المأساة التي عاشها آلاف الأولاد في المدارس الداخلية التي كانت تحت إدارة الكنيسة الكاثوليكيّة.

“من الضروري التذكير إلى أيّ مدى كانت سياسات المدارس الداخلية مُدمِّرة لسكّان هذه الأراضي”.

واعترف البابا بأنّ “اللقاء المنشود بين الثقافات والتقاليد والروحانية آنذاك فشل”، مُذكِّراً بالمعاملة السيّئة التي خضع لها التلاميذ والتهميش للشعوب الأصيلة.

طلب الغفران

“أنا هنا لأنّ المرحلة الأولى من حجّ التوبة في وسطكم تقضي بتجديد طلب الغفران والقول لكم من صميم القلب إنّني حزين للغاية: أنا أطلب السماح حيال الطريقة التي اعتمدها العديد من المسيحيين داعمين العقليّة الاستعماريّة للقوى التي قمعت الشعوب الأصيلة… أطلب السماح حيال تعاون العديد من الكنائس والجماعات الدينية في اللامبالاة ومشاريع الدمار الثقافي…”

كما واعترف البابا بأنّ العواقب السياسية المتّصلة بالمدارس الداخليّة كارثيّة. “ما يُشير إليه الإيمان المسيحي هو أنّ الأمر يتعلّق بخطأ فادح يتنافى وتعاليم إنجيل يسوع المسيح. بوجه هذا السوء المُرتَكَب ، تجثو الكنيسة أمام الله وتتوسّل غفران خطايا أبنائها… أودّ تكرار هذا بعار ووضوح: أطلب الغفران حيال السوء الذي ارتكبه العديد من المسيحيين ضدّ الشعوب الأصيلة”. وكلمات البابا هذه تسبّبت بتأثّر واضح في الجَمع الحاضر، وقد دوّى التصفيق.

التقدّم معاً في الحقيقة

وتابع الحبر الأعظم شرحه قائلاً إنّ الاعتذار ليس نقطة نهائيّة بل هو مرحلة أولى انطلاقيّة. “يتعلّق الأمر الآن بالصبر وبالبحث عن حقيقة الماضي ومساعدة الناجين على السَير في طريق الشفاء”.

ثمّ تمنّى البابا أن ينمو المسيحيون والمجتمع الكندي في القدرة على احترام الشعوب الأصيلة، مُشجِّعاً التزام جميع الكاثوليك حيال هذه الشعوب.

وختم قائلاً: “بوجه الشرّ، فلنُصلِّ لربّ الخير. وبوجه الموت، فلنُصلِّ لربّ الحياة”. وتطرّق البابا إلى “أهمية الصلاة والصمت قبل فتح آفاق مُنيرة…”

في النهاية تقدّم من البابا قائد من الشعوب الأصيلة مع بعض الأشخاص لإلقاء التحيّة عليه، وانتهى اللقاء بتلاوة الأبانا مع البركة الرسوليّة لخليفة بطرس.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير