vatican media

كم نحتاج إلى الإصغاء بعضنا إلى بعض وإلى الحوار، لنخرج من الفرديّة السائدة، ومن الأحكام المتسرّعة

كلمة البابا فرنسيس في اللقاء مع السُّلطات المدنيّة، وممثّلي الشّعوب الأصليّة، والسّلك الدبلوماسيّ في قلعة كيبك يوم الأربعاء 27 تموز 2022

Share this Entry

السّيّدة الحاكم العام،

السّيّد رئيس الوزراء،

السُّلطات المدنيّة والدينيّة المحترمين،

ممثّلي الشّعوب الأصليّة الأعزّاء،

أعضاء السّلك الدبلوماسيّ المحترمين،

سيداتي وسادتي،

 

أحيّيكم تحيّة قلبيّة، وأشكّر السّيّدة ماري سايمونوالسّيّد جاستن ترودو لكلماتكم اللطيفة. يسُرُّني أن أخاطبكم، أنتم الذين تحملون مسؤوليّة خدمة سكان هذا البلد الكبير الذي يقدّم، ”من البحر إلى البحر“، تراثَ طبيعةٍ عجيبة. بين الجمال الكثير، أذكّر غابات شجر القيقب الواسعة والمدهشة، التي تُضفِي على المناظر الطبيعيّة الكنديّة ألوانًا وجمالًا فريدًا. أودّ أن أركّز كلمتي على هذا الرّمز المميَّز لهذه البلاد، ورقة شجر القيقب، التي انتشرت بسرعة من بيارق كيبيك حتى أصبحت الشّعار البارز على علم البلاد.

حدث هذا في زمن قريب نسبيًّا، إلّا أنّ شجر القيقب يحتفظ بذكرى أجيال ماضيّة عديدة، في زمن بعيد، قبل وصول المستعمرين إلى الأراضي الكنديّة. كان السّكان الأصليّون يستخرجون النسغ الذي يصنعون منه مشروبات مغذيّة. يقودنا هذا إلى التفكير في اجتهادهم، الذي كان دائمًا حريصًا على حمايّة الأرض والبيئة، والإخلاص لرؤيّة متناغمة للخليقة: فهي كتاب مفتوح يعلِّم الإنسان أن يحِبَّ الخالق وأن يعيش في انسجام مع الكائنات الحيّة الأخرى. أمور كثيرة نتعلَّمُها من هذا، من المقدرة على الإصغاء إلى الله والناس والطبيعة. نحن بحاجة إلى هذا بصورة خاصّة في زوبعة جنون عالم اليوم، الذي يتميَّز ”بالتسارع“ المستمّر، ما يجعل التنميّة البشريّة حقًّا، المستدامة والمتكاملة، أمرًا صعبًا، (راجع رسالة عامة بابوية، كُنْ مُسَبَّحًا، 18)، وينتهي بنا الأمر إلى صنع ”مجتمعِ تعَبٍ وخيبةِ أمل“، يكافح ليكتشف من جديد معنى التأمّل، والطّعم الحقيقيّ للعلاقات، وروحانيّة الجماعة. كم نحتاج إلى الإصغاء بعضنا إلى بعض وإلى الحوار، لنخرج من الفرديّة السائدة، ومن الأحكام المتسرّعة، ومن تفشي العدوان، ومن الميل إلى تقسيم العالم إلى صالحين وأشرار. الورق الكبير على شجر القيقب الذي يمتص الهواء الملوَّث، ويعيد إلينا الأكسجين، يدعونا إلى الاندهاش أمام جمال الخليقة، وإلى أن نسمح لأنفسنا بالانجذاب إلى قيَم الخلاص الموجودة في ثقافات السّكان الأصليّين: إنّها مصدر إلهام لنا جميعًا ويمكن أن تُسهم في علاج العادات الضّارة الكامنة في الاستغلال. استغلال الخليقة والعلاقات والوقت، وتنظيم النشاط البشريّ على أساس الرّبح والفائدة فقط.

ومع ذلك، فقد لاقت هذه التعالّيم الحيويّة في الماضي معارضة عنيفة. أفكّر قبل كلّ شيء في سياسات الاستيعاب والمحميات، بما في ذلك أيضًا نظام المدارس الداخليّة الإجباريّة، التي الحقت ضرّرًا بالغًا بعائلات عديدة من السّكان الأصليّين، ودمّرت لغتهم وثقافتهم ورؤيتهم للعالم. في ذلك النظام المؤسف الذي روجت له السّلطات الحكوميّة في ذلك الوقت، والذي فصل العديد من الأطفال عن عائلاتهم، شاركت أيضًا مؤسّسات كاثوليكيّة محليّة عديدة. لهذا أعبّر عن خجلي وحزني، ومع أساقفة هذا البلد، أجدّد طلبي للمغفرة عن الإساءة التي ارتكبها العديد من المسيحيّين ضد السّكان الأصليّين.لكلّ هذا أطلب المغفرة. إنّه لأمر مأساويّ أنّ الذي حدث في تلك الفترة التاريخيّة كان بسبب تغليب روح العالم، على روح الإنجيل. إن كان الإيمان المسيحيّ لعب دورًا أساسيًّا في تكوين أسمى المـٌثُل في كندا، والتي تتميّز بالرغبة في بناء بلد أفضل للجميع، فمن الضّروريّ، مع الاعتراف بخطايانا، والالتزام معًا لتحقيق ما أعرف أنّكم جميعًا متفقون عليه، وهو: تعزيز الحقوق المشروعة للسّكان الأصليّين واتخاذ الإجراءات للشفاء والمصالحة بينهم وبين الشّعوب غير الأصليّة في البلاد. ويظهر هذا في التزامكم بالاستجابة بالصّورة الكافيّة لنداءات لجنة الحقيقة والمصالحة، وكذلك الاهتمام بالاعتراف بحقوق الشّعوب الأصليّة.

يريد الكرسيّ الرّسوليّ والجماعات الكاثوليكيّة المحليّة أن يعزّزوا بصورة عمليّة ثقافات الشّعوب الأصليّة، من خلال مسارات روحيّة محدّدة ومناسبة، تشمل الاهتمام بالتقاليد الثقافيّة والعادات واللغات والإجراءات التربوية الخاصّة، بحسب روح إعلان الأمّم المتّحدة في حقوق الشّعوب الأصليّة. إنّ رغبتنا هي تجديد وتقويّة العلاقة بين الكنيسة والشّعوب الأصليّة في كندا، وقد تميّزت حتى الآن بمحبّة أثمرت ثمارًا يانعة، ولو حملت، للأسف، جروحًا التي نحن في صدّد العمل لفهمها وعلاجها. أنا ممتن جدًّا لأني التقيت واستمعت إلى العديد من السّكان الأصليّين في الأشهر الأخيرة في روما، ولأنّني قادر الآن على تجدّيد العلاقات الوثيقة الجميلة معهم هنا في كندا. لقد تركَتْ تلك اللحظات التي عشناها معًا أثرًا في داخليّ والعزم الثابت لمتابعة السّخط والخجل أمام الآلام التي عانى منها السّكان الأصليّون. والقيام بمسيرة أخويّة صابرة، يجب القيام بها مع جميع الكنديّين بحسب الحقيقة والعدل، ومعًا نعمل من أجل الشّفاء والمصالحة، يحدونا الأمل دائما ببلوغ الأفضل.

“قصة الألم والاحتقار” هذه، التي نشأت عن عقليّة استعماريّة، “لا تَشفَى بسهولة”. وفي الوقت نفسه، تحذِّرنا أنّ “الاستعمار لا يتوقَّف، بل، يتبدَّل، في بعض المناطق، ويضع قناعًا، ويختبئ” (الإرشاد الرّسوليّ ما بعد السينودس،الأمازون الحبيب، 16). هذا هو الحال مع الاستعمار الأيديولوجيّ. في الماضيّ، تجاهلت العقليّة الاستعماريّة الحياة الواقعيّة للناس، وفرضت أنماط ثقافيّة محدّدة. اليوم أيضًا ليس غائبًا الاستعمار الأيديولوجيّ الذي يتعارض مع الواقع الموجود، ويخنق تمسّك الشّعوب الطبيعيّ بقِيَمِها. ويحاول اقتلاع تقاليدها وتاريخها وروابطها الدينيّة. إنّها عقليّة، تفترض أنّها تجاوزت صفحات التاريخ المظلمة، ولها أن تفسح المجال ”لثقافة الإلغاء“ التي تقيِّم الماضيّ فقط على أساس بعض القوالب الفكريّة الحاضرة، التي تفرض التسويّة الشاملة، كلّ واحد مثل الآخر، فلا تسمح بأي اختلاف، وتركّز كلّ شيء على اللحظة الحالية، وعلى احتياجات وحقوق الأفراد. وتتجاهل مرارًا الواجبات تجاه الأضعفين والأكثر هشاشة: الفقراء والمهاجرين وكبار السّنّ والمرضى، والذين لم يولدوا بعد… كلّ هؤلاء هم المنسِيُّون في مجتمعات الرَّفاه. هم الذين، في اللامبالاة العامة، يتِمّ التخلّص منهم مثل الأوراق الجافة التي تُحرَق.

الأوراق الغنية متعددة الألوان على أشجار القيقب تذكّرنا، عكس ذلك، بأهميّة الجماعة، وضرورة مواصلة العمل لتقدّم الجماعات البشريّة غير المتجانسة، ولكنها منفتحة وشاملة الجميع حقًا. وكما أنّ كلّ ورقة هي أساسيّة لإثراء الفروع، كذلك كلّ عائلة، الخليّة الأساسيّة في المجتمع، يجب تقديرها، لأن “مستقبل البشريّة يمرّ بالعائلة” (القدّيس يوحنا بولس الثاني، الإرشاد الرّسوليّ، وظائف العائلة المسيحيّة في عالم اليوم، 86). إنّها أوّل واقع اجتماعيّ ملموس، لكن عوامل عديدة تهدّدها، هي: العنف المنزليّ، وجنون العمل، والعقليّة الفرديّة، وطلب جامح للمناصب، والبطالة، وعزلة الشّباب، والتخلّي عن كبار السّنّ والعُجَّز… السّكان الأصليّون يعلِّموننا عن حضانة العائلة وحمايتها، حيث يتعلَّمون منذ الطفولة معرفة ما هو صواب وما هو خطأ، وقول الحقيقة، والمشاركة، وتصحيح الأخطاء، والبدء من جديد، والتّشجيع المتبادل، والمصالحة. الضرّر الذي عانى منه السّكان الأصليّون،والذي نخجل منه الآن، ليكن لنا اليوم بمثابة تحذير، حتى لا يتمّ التخلّي عن رعاية العائلة وحقوقها باسم أيّ مقتضيات إنتاجيّة ومصالح فرديّة.

لنَعُد إلى ورق شجرة القيقب. في زمن الحرب، استخدمه الجنود كضمادات وعلاج للجروح. اليوم، في مواجهة جنون الحروب الخرقاء، نحتاج مرّة أخرى إلى ما يليِّن إلى أقصّى حد، تطرف المعارضات وتضميد جراح الكراهية. قالت مؤخرًا شاهدة على أعمال العنف الماضيّة المأساوية إنّ “السّلام له سِرٌّ: لا تكره أحدًا أبدًا. إن أردْتَ أن تعيش فيجب ألّا تكره أبدًا” (مقابلة مع E. Bruck، في جريدة Avvenire، 8آذار/ مارس 2022). لسنا بحاجة إلى تقسيم العالم إلى أصدقاء وأعداء، ونبتعد بعضُنا عن بعض، ونعود إلى أقصى درجات التسلُّح: لن يكون السّباق إلى التسلُّح ولا إستراتيجيات الردع هي التي تجلب السّلام والأمن. لا داعي لأن نسأل كيف تستمّر الحروب، ولكن كيف نوقفها، وكيف نمنع من أن تكون الشّعوب رهينة في قبضة الحروب الباردة الرهيبةالتي ما زالت تتوسع. نحن بحاجة إلى سياسات مبتكرة وبعيدة النظر، تعرف كيف نخرج من مخططات الأطراف، وكيف نجد الجواب معًا للتحديّات العالميّة.

في الواقع، إنّ التحديّات الكبرى اليوم، مثل السّلام وتغيّر المناخ وآثار الأوبئة، والهجرة الدوليّة، كلّها تشترك في ظاهرة واحدة ثابتة: إنّها تحديّات عالميّة وتؤثر على الجميع. وكلّها تشير إلى ضرورة وجود الجماعة. ومن ثمّ، لا يمكن للسياسة أن تظلّ أسيرة المصالح الحزبيّة. يجب أن نعرف كيف ننظر، كما تعلِّمُنا حكمة الشّعوب الأصليّة، إلى الأجيال السّبعة القادمة، وليس إلى ما يناسبنا اليوم، أو إلى مواعيد الانتخابات، أو مساندة الجماعات الضاغطةاللوبي(lobby). يجب أيضًا تقدير الرّغبة في الأخُوّة والعدل والسّلام للأجيال الشّابة. وكما أنّه من الضّروريّ الاستماع إلى القدامى، لاستعادة الذاكرة والحكمة، يجب أيضًا أن نعانق أحلام الشّباب، لننطلق ونضمن المستقبل. يستحق الشّباب مستقبلًا أفضل من الذي نحن في صدّد إعداده لهم. ويستحقون أن يشاركوا في الخيارات لبناء اليوم وغدًا، ولا سيّما من أجل حماية بيتنا المشترك، وإنّ تعالّيم الشّعوب الأصليّة لها قيمة ثمينة لهذا البيت المشترك. وفي هذا الصدد، أودّ أن أعرب عن تقديري للالتزام المحلي الجدير بالثناء تجاه البيئة. يمكن القول إن الشّعارات المستمدة من الطبيعة، مثل الزنبقة في علم مقاطعة كيبيك هنا، وورقة شجرة القيقب في كلّ كندا، تؤكّد أنّ كندا لها دعوة إيكولوجيّة.

عندما أخذت اللجنة المحدّدة تدقّق في آلاف الرسومات التي وصلت إليها لصنع العَلم الوطني، كثير منها أرسلها أشخاص عاديّون، تفاجأَتْ اللجنة أنّ جميعها تقريبًا كانت تحتوي على ورقة القيقب. تشير المشاركة حول هذا الرّمز المشترك إلى التأكيد على كلمة أساسيّة تصف الكنديّين: التعدديّة الثقافيّة. فهي على أساس تماسك المجتمع المركّب والذي تختلف ألوانه مثل اختلاف ألوان أوراق الشجر. ورقة القيقب نفسها، بتعدد نقاطها وجوانبها، تشير إلى شخصيّة متعددة الأوجه وتقول إنّكم شعب قادر على أن تشملوا الجميع، وجميع الوافدين إليكم يمكن أن يجدوا مكانًا في هذه الوَحدة متعددة الوجوه، ويمكن أن يقدّموا فيها مساهمتهم الأصلية (راجع فرح الإنجيل، 236). في التعدديّة الثقافيّة تحدٍّ دائم: فهي ترحّب وتعانق المكونات الموجودة المختلفة، وتحترم في نفس الوقت التنوّع في التقاليد والثقافات، ولا تفكّر أنّ العمليّة قد اكتملت مرّة واحدة وإلى الأبد. إنّي أعبّر، بهذا المعنى، عن تقدّيري لكرمكم في استضافة العديد من المهاجرين الأوكرانيّين والأفغان. من الضّروريّ أيضًا العمل للتغلّب على خطاب الخوف من المهاجرين الوافدين، ويجب منحهم، وفقًا لإمكانيات البلد، إمكانيّة المشاركة بشكل مسؤول في بناء المجتمع. للقيام بذلك، فإنّ الحقوق والديمقراطيّة لا غنى عنها. لكن من الضّروريّ مواجهة العقليّة الفرديّة، مع التذكّر أنّ الحياة المشتركة تقوم على افتراضات لا يستطيع النظام السّياسيّ وحده أن يوفِّرَها. في هذا أيضًا، ثقافة الشّعوب الأصليّة فيها دعم كبير لنتذكّر أهمية قيَم الحياة الجماعيّة. والكنيسة الكاثوليكيّة، بحجمها العالميّ ورعايتها لأكثر الناس هشاشة، مع تقديم الخدمة المشروعة لصالح الحياة البشريّة في كلّ مراحلها، من الحَمل إلى الموت الطبيعي، يسُرُّها أن تقدّم مساهمتها الخاصّة.

سمعت في هذه الأيام أنّ هناك أشخاصًا كثيرين محتاجين يطرقون أبواب الرعايا. حتّى في بلد متقدّم بلغ درجة عاليّة من النمو مثل كندا، والذي يكرّس اهتمامًا كبيرًا للمساعدة الاجتماعيّة، ليسوا قلائل الأشخاص المشرّدون الذين يعتمدون على الكنائس وبنوك التغذيّة، لتلقي المساعدة ووسائل العيش الأساسيّة، – ولا ننسَ- ليست حاجاتهم ماديّة فقط. يقودنا هؤلاء الإخوة والأخوات إلى التفكير للعمل بصورة ملحة على معالجة الظلم الأساسيّ الذي يلوِّث عالمنا، حيث مواهب الخليقة الوافرة تُوزَّع باختلافات صارخة. إنه لَشكٌّ ومعثرةٌ ألّا تذهب الثروة العامة الناتجة عن التنميّة الاقتصاديّة إلى جميع قطاعات المجتمع. ومن المحزن أن تكون معدلات الفقر الكثيرة، في كثير من الأحيان، بين السّكان الأصليّين، وترتبط بهذا مؤشرات سلبيّة أخرى، مثل قلّة الالتحاق بالمدارس، وعدم سهولة الحصول على السكن والرعايّة الصحيّة. إنّ شعار ورقة القيقب، الذي يظهر عادةً على ملصقات منتجات هذا البلد، ليكن حافزًا للجميع لاتخاذ خيارات اقتصاديّة واجتماعيّة تهدف إلى مشاركة المحتاجين ورعايتهم.

بالعمل معًا، يمكن مواجهة التحديّات الملحة اليوم. أشكّركم لضيافتكم، وانتباهكم وتقديركم، وأقول لكم بمودّة صادقة إنّي أحمل كندا وأهلها في قلبي.

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2022


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير