أخي المؤمن، تريد أن تعرف كيف أنّ الصليب يستطيع أن يكون علامة الملكوت؟
إنَّ الرّب يسوع المسيح سوف يأتي بهذه العلامة عند مجيئه الثاني المجيد ! لكي تعلَم إلى أيّ مدى أنّ الصليب جديرٌ بالإجلال والإكرام والعبادة ، وكيف جعل يسوع الفادي من هذه العلامة عنوان خلاص ومجد …
نحن نعلم أنّ مجيئه الأوّل كان في مذود حقير ، في الخفاء والتواضُع ، وهذا الكتمان كان مبرّراً : لقد أتى بالفعل ليبحث عمّا كان مائتاً وضالاً وتائهاً وبعيداً .
أمّا مجيئه الثاني لن يحدث بنفس الطريقة … بل على العكس ، سيظهر للجميع ولن يحتاج أحداً أن يسأل إذا كان السيد المسيح هنا أو هناك ” فإن قيلَ لكم : ” ها هُوَذا في البريّة ” ، فلا تَخرُجوا إليها ، أو ” ها هُوَذا في المخابئ ” ، فلا تُصَدِّقوا ” ( متى ٢٤ : ٢٦ ) … لن نحتاج أبداً أن نبحث عن الرّب يسوع المسيح إذا كان حَقَاً هنا او هناك . ولكن ما يجب علينا أن نفتّش عنه، هو إذا كان سيأتي مع الصليب لدينونتنا وخلاصنا .
“وكما أَنَّ البَرقَ يَخرُجُ مِنَ المَشرِق ويَلمَعُ حتَّى المَغرِب، فكذلِك يَكونُ مجيءُ ابنِ الإِنسان” (متى ٢٤ : ٢٧ ). سيكون نور مجدهِ كبير جدًّاً حتّى أنّ الكواكب الأكثر إشعاعاً ستبهت وتنطفئ أمامه . ” وتَتَساقَطُ النُّجومُ مِنَ السَّماء … وتَظهَرُ عِندَئِذٍ في السَّماءِ آيةُ ابنِ الإِنسان ” ( متى ٢٤ : ٣٠ ) .
ما هي قدرة علامة الصليب ؟
” تُظلِمُ الشَّمس، والقَمَرُ لا يُرسِلُ ضَوءَه ، وتتساقط النجوم مِنَ السماء ، وتتزعزعُ قوّاتُ السَّمَوات ” ( متى ٢٤ : ٢٩ ) ، والصليب على العكس يلمع وينوّر العالم ومن في العالم ، حتّى تعرف أنّ نوره هو أكبر من الشمس والقمر . وكما يدخل الملك إلى المدينة ، يحمل الجنود على أكتافهم البنود الملوكيّة ويرفعونها أمامه ليعلنوا وصوله ، هكذا ايضاً سيحدث عندما ينزل الربّ من السماء ، يحمل أمامه جوقات الملائكة ورؤساء الملائكة على أكتافهم هذه العلامة الإلهية، الصليب المُقدّس ، وينذروننا بمجيء الملك السماويّ الديان العادل ، الّذي هو الرّب يسوع المسيح . ” لِذلِكَ كونوا انتم أيضاً مُستعِدِّين ، ففي الساعةِ التي لا تَتَوَقَّعونها يأتي ابْنُ الإنسان ” ( متى ٢٤ : ٤٤) .
لصليبك أيُّها المسيح نسجد وإياه نبارك ، لإنك بصليبك المُقدّس خلصت العالم .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك