“نحن ممتنون للأب الأقدس على طلبه بقوة، ومن جديد، الصلاة من أجل السلام لبلدنا المعذب، وللمعتدي أن يكفّ عن أعماله القاتلة”. هكذا شكر الأسقف ستانيسلاف سيروكورادجوك، أسقف أوديسا سينفيروبوليس اللاتيني، البابا فرنسيس على تكريسه يوم 2 تشرين الأوّل بأكمله على نيّة أوكرانيا، ودعا إلى وقف الأعمال العدائية واستئناف الحوار.
لاحظ الأسقف سيروكورادجوك “يسعدنا أنّ البابا على علم بالوضع الإنساني الخطير الذي نجد أنفسنا فيه وتحدث عنه وعن الخطر النووي الذي تعيشه أمتنا والعالم بأسره”، بينما يستمر هجوم الجيش الأوكراني الشرق والجنوب، حيث وصلت حتى مدينة خيرسون، التي ضمتها روسيا لتوها. إنها مبادرة عسكرية واستراتيجية لا تترك مجالا كبيرًا لمؤيدي الحوار لإنهاء الحرب. اضطر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى الاعتراف بالصعوبات على الجبهة الأوكرانية من خلال إلقاء الماء على نار استخدام الأسلحة النووية. ننقل إليكم المقابلة مع المونسنيور ستانيسلاف سيروكورادجوك، مطران أوديسا اللاتيني.
هل تعتقد حقاً أنّ التهديد النووي قريب؟
نعم ، لأن الوضع يزداد سوءًا. لا يتعلق الأمر بالخوف من الصواريخ النووية فحسب، بل يتعلق أيضًا بالخوف من محطات الطاقة النووية الموجودة على أراضينا والتي تتعرض لتهديد متزايد بالقنابل. هذا هو الثمن الذي ندفعه مقابل بعض التأخيرات من قِبل المجتمع الدولي الذي لم يدرك أنّ الحرب في أوكرانيا بدأت في العام 2014 بضم شبه جزيرة القرم.
ماذا يمكن للكنيسة أن تفعل للمساعدة في إيجاد حل سلمي؟
تتمم الكنيسة رسالتها: على سبيل المثال، في شهر تشرين الأوّل هذا، نصلي من أجل السلام. نشر مجلس أساقفة أوكرانيا رسالة يطلب فيها من جميع المؤمنين أن يتلوا المسبحة الوردية يوميًا، في الكنيسة أو في المنزل. بالإضافة إلى ذلك، طلب الأساقفة الصوم كل يوم جمعة. نعتقد أنّ السلام ممكن مع استعادة العدالة. إذا سعى الجميع – الحكومة الروسية والحكومة الأوكرانية والمجتمع الدولي – من أجل العدالة، فعندئذٍ سيكون السلام ممكنًا.
ما هو الوضع الحالي في أوديسا وبقية أبرشيتك؟
يحتلّ الروس بعض المناطق: يسود الإرهاب واضطهاد المدنيين. يوجد في هذه الأراضي كهنة يعملون ولم يتخلّوا عن شعوبهم ورعاياهم. أبرشيتنا هي واحدة من المتضررين بشكل خاص، لكننا لا نفقد الأمل، ولا نفقد الإيمان. بين المؤمنين الذين يواصلون الصلاة نرى الصفاء رغم كل شيء.
كيف تستمرّ الكنيسة في مساعدة الناس؟
نحتفل يوميًا بالإفخارستيا للسماح للناس بالمشاركة. بالإضافة إلى ذلك، أنشأنا مهمة إنسانية عظيمة: بفضل كاريتاس وغيرها من المنظمات الخيرية، نحاول التخفيف من إرهاق السكان واللاجئين بشكل متزايد.