“الحبّ يطلب الاتّحاد… من أحبّ، يسمع من صديقه… يتكلّم معه… يهديه… يعيش معه… يقتدي به…
يسوع هو الصّديق…”
أبونا يعقوب الكبّوشي
كان أبونا يعقوب ذاك الصّديق الوفيّ… المصغي الدّائم إلى هتافات القريب، وصراخ المتألّم… ذاك القلب النّابض إلى شوق من يشهق حلم سكينة، ورجاء…
كان أبونا يعقوب ذاك المبسم الرّائع المعلن لهفة حبٍّ، همسها السّيّد المسيح في داخله، ليملأ مَن حوله غبطةً…
أبونا يعقوب… صديق الجميع… بحكم مشاريعه المكثّفة، كان على صلةٍ بالشّخصيّات السّياسيّة، والمسؤولين الإداريين ، لم تبقَ شخصيّة، أو زعيم إلّا وكان على صلةٍ طيّبة به.
مُنح الكثير من الأوسمة المذهّبة، وكتبت عنه الشّهادات، وجسّد فخرًا لبنانيًّا، يعتزّ به كلّ من رنا إليه، واكتشف أنس العيش معه، وقرأ أقواله، وعرف ابتسامة الإنسان في مؤسّساته…
رأى القريب بعين الحبّ، وسمعه بأذن القلب ، وبلسم ألمه بيد الحنان ، فباتت عطوره شذا بخورٍ مقدّس في أرجاء السّماء…
“ليس من أمرٍ يرضي الله أكثر من أن تقف حياتنا على خدمة القريب، فقد منحنا الله الفهم، والنّطق، الأيدي، والأرجل، والقوى الجسديّة. كلّ هذا لكي نستخدمه لفائدة نفسنا، والقريب.” (يوحنّا الذّهبيّ الفم)
ونحن اليوم… كيف نعيش الصّداقة ؟؟ هل نصغي إلى آهات من نظنّ أنّنا نحبّ… كيف ننظر إلى صورة القريب؟؟ نظنّ أنّنا نحيا الصّداقة، مع كمٍّ هائل من الأصدقاء الّذين لا تُحصى أسماؤهم على الشّاشات أمامنا…
نعيش حالة من العصف التّكنولوجيّ، الّذي يبدّد القيم، وينفي الأحاسيس الصّادقة…
نعيش الوحدة، كتلك الحيتان الّتي تصارع الأعاصير، ولايسمع صدى صراخِها إلّا ضجيج المحيطات…
أرفع صلاتي إليك اليوم يا سيّدي يسوع … لا تسمح لضجيج ما حولنا أن يصرفنا، ويبعدنا عن فرح لقياك… ساعدنا كي نشبع إيماننا بفرح رحمتك… وحدك صديقنا الوفيّ.