Statue De La Vierge Marie À Notre-Dame @ Diocesidiroma

مريم، اسمٌ يحمل معانٍ كثيرة في قالب واحد

أم يسوع في قلب المشروع الخلاصي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

مريم هو اسم طوبتّه الأجيل، واتخذته الأمم اسمًا وشفاعة لها عند الله. وهو اسم علم مؤنث سامي مشترك؛ فقد ورد في العبرية “ميريام” بمعنى: السيدة، بحر الآلام والأحزان، البدينة، المرّ، العصيان. وورد في الأوغاريتيه الكنعانية والأكدية كذلك. ولفظ بأشكال عديدة في العالم، منها: ماري، ماريانا، مريانا، ماريّا، مروش، مروم… وتسمى به المسلمون والنصارى واليهود.

ان كل بحث في مفهوم دعوة مريم، أم المخّلص،  يفقد معناه، ألم يكن له بعد تاريخي. وتقّل قيمته أذا كانت غايته رغبة في الجدل أو في اقناع بعض اخوتنا المسيحيين المختلفين معنا في العقيدة. ان لدينا عملاً افضل من التناحر في هذا الوقت من النضوج المسكوني، في حين ينتظر العالم، اكثر من أي وقت مضى، لكي يؤمن، علامة وحدتنا في الحقائق الجوهرية وفي المحبة الفائقة الطبيعة. (مريم أم الرب ورمز الكنيسة – ماكس توريان – دراسات لاهوتية – 24 شباط 1987).

نقول في قانون الايمان ومن مريم العذراء وصار انسانًا وصلب عنا، نعترف جهارًا بان الروح القدس حلَّ على مريم العذراء ومنها ولد… من ذلك ننطلق لنعرف مريم من خلال الكتابات العهد الجديد (أعمال الرسل 1/ 12 – 14) وكانوا يوظبون جميعًا على الصلاة مع بعض النسوة ومريم، أم يسوع وبعض الإخوة، وفي غلاطية (4/4) تقول الآية فلما تم الزمان أرسل الله إبنه، مولودًا من امرأة مولودًا في حكم الشريعة ليفدي اللذين هم بحكم الشريعة فنحظى بالتبني، فالآية تعبر عن الإعتراف بهذا النّص كأقدم شهادة مكتوبة حول أم يسوع (بين 49 – 54). مريم في الكتابات اليهنوية؟

في انجيل يوحنا يوحنّا تظهر بقوة على انها مشتركة في ساعة تمجيد ابنها (يوحنا 6/ 42، 7/ 1 – 10، 7/ 41، 1/18)، لا من دم بشري هنا إلى ما يسميه اللاهوتيون بالبتولية في الولادة (لا من رغبة لحم وهنا يبين دور الرجل في الجيل وهذا ينطبق على مريم التي يقدمها لوقا على إنها عذراء وبتول (لوقا 1:35) ب “يكون المولود قدوسًا وابن “لله يدعى” لأنه يتضمّن نعت قدّوس انتقاء التدنيس الناتج من سيلان الدّم في الولادة البتولية هي علاقة بنور يسوع الإلهية، أما خبر عرس قانا الجليل (يوحنا 2 – 1 -12) فيبدأ معنًى كريستولوجيًا (علم المسيح) أساس من خلال هذه الآية يهدف يوحنّا على التشديد  على تفوق التدبير المسيحاني وعلى نظام العهد القديم قانا هي علامة مجئ الأزمنة الموعودة حيث يتدّخل الله بشخص يسوع المسيح ويحول الماء إلى خمر معنى التطهير، الشريعة القديمة إلى خمر الملكوت  الجديد.

المعنى من هذا النص الذي يريد يوحنّا تقديمه لنا  بأن قانا كسيناء جديدة حيث يغير الأشخاص والأماكن في هذا النص تقديم قانا كسيناء جديدة فكان يسوع هو يهوه ومريم مكان موسى والتلاميذ والخدام مكان جماعة الشعب وفي مشهد مريم عند الصليب يسلم يسوع امه الى التلميذ الذي يحبّه اذا كانت مريم في قانا الجليل قدّمت على انها المؤمنة التي تنظر فهي الآن في قلب الخلاص وهي الناقلة لهذا الخلاص.

وفي الرؤيا يقدّم يوحنا المرأة والتنين في رؤيا (2/12)، رؤيا القديس يوحنا هي قبل كل شيئئ الشعب المسيحاني ولكن يمكن أن ترمز المرأة إلى مريم العذراء، أمّا انتصار ابن المرأة فهو استباق ووعد أكيد بالانتصار الكنيسة الإسكاتولوجية (علم الحياة ما بعد الموت).

خلاصة حول صورة مريم في العهد الجديد تظهر شهادة العهد الجديد بدخول ام الربّ. قصيرة وكثيفة المعنى لنا هذه الشهادة وارادة الروح ضرورية لفهم مريم من قبل الكنيسة عبر الأجيال وتظهر أهمية مريم في دورها ورسالتها المتعلّقة جذريًا. فابنها وبما أعطاها هذه الأهمية هو امومتها المسيحانية والحبل بقوّة الروح القدس إنها أم المخلّص وأم الربّ، نفهم  من خلالها اختيار الله وتفضيله للفقراء وانتصار على المستقبل بشريًا (إن امرأة تحبل بدون رجل). بولادة ابن الله في الجسد هو كمال الوعود الخلاصية.

عندما نقول إن مريم ولدت حقيقةً فادي البشر، وباتحّادها به في انتصاره غلى الخطيئة والموت، نؤكد ان الله أراد، على نحو فعّال ربط شخص ابنها وعمله. فالابن كان على وجه خاصّ الوسيط والفادي والسيّد. عندما نقول إنّ مريم أُشركة في هذا العمل نتوخّى:

  • فعل الإيمان في أوله، فعل الطاعة الذي به، لمّا إلى مريم بلسان ملاك البشارة ذلك، ساهمت شخصياً، بحرّية وبالعمل، في عمل وساطة الفِداء.
  • نموّ هذا العمل الأّول طوال حياة مريم، على قدر ما عاشت مريم في الإيمان بالمسيح، وخدمة المسيح ومشاركتها له في مشاعره حتّى وجودها عند أسفل الصليب. لقد عاشت هكذا جميع المراحل التاريخية للحدث الفدائي.
  • غاية هذا النموّ، وهو تمجيد مريم في السماء، يشركها في السيادة على الكون كلّه. راجع رسالة يوحنّا بولس الثاني والمجمع الفاتيكاني الثاني (نور الأمم رقم 61).

تبدو مريم، من خلال هذه التأملات، مشتركة بسخاء في عمل الفادي بصفة فريدة على الإطلاق، وأمة (خادمة) متواضعة للرب (نور الأمم 51)، ويواصل المجمع:  “لهذا تُدعى الطوباوية العذراء في الكنيسة بالقاي عدة منها المحامية والمعينة والمساعدة والوسيطة. إنّما يُفهم هذا كله حتّى إنه لا ينتج عنه أيّ نقصان أو زيادة في شرف المسيح الوسيط الأوحد وفعَّاليته” (نور الأمم الرقم 62).

جميع هذه الألقاب التي تُطلقها التقوى على مريم التي تَرِد في الأناشيد لإكرامها، يجب إذًا تفهُّمها بالنظر إلى دورها الذي تُشرك فيه لعمل المسيح الفدائي (…). أراد بعض أعضاء المجمع، لمّا يكنّون من الإكرام لمريم، ان يشدد على هذا اللقب تشديدًا أوضح، وأن يُشدد أيضا على اللقب ((شريكة في الفداء))، لم يشأ المجمع ولا البابا تلبية هذا الطلب.  فمريم ليست وسيطة بمعنى الذي يقال إن المسيح وسيط. فالمسيح هو الوسيط الوحيد بين الله والنّاس، أي إنّه (المصالح) الوحيد بدمه. وهذا ما يقوله نصّ المجمع الذي اوردناه قبل قليل.

بيد أن يوحنّا بولس الثاني، في رسالته “أم الفادي”، 1987 (الرقم 21)، يشرح على وجه أوضح: “هناك وساطة: مريم قائمة بين ابنها والناس في حقيقة حرمانهم الكثير وفقرهم وآلامهم. إنها (شأنها في قانا الجليل) قائمة في الوسط، أي إنها تعمل وسيطة، لا من الخارج بل في مكانها بوصفها أُمًّا، وهي تشعر على حالها هذه، أنّه يسعها عرض حاجات النّاس على أبنها، أو بالأحرى ((يحقّ لها ذلك)). لوساطتها إذًا صفة الشفاعة مريم تشفع في البشر.

(( ولا يقتصر الأمر على هذا، فمريم بوصفها  أمّا، ترغب أيضا في أن تظهر قدرة ابنها المشيحيّة، أي قدرته الخلاّصية، لنجدة الناس في شقائهم وتحرير الإنسان من الشرّ الذي ينال من حياته في جميع مظاهرها وفي أقدار مختلفة)). (الرقم 21). (خلاصة اللاهوت المريمي –  دراسات لاهوتية – الأب أوغسطين دوبر لاتور – 22 / 11 / 1990).

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

سليمان فرنجيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير