“النساء هنّ عطيّة”، هذا ما صرّح به البابا فرنسيس وفسّر قائلاً: “لم يخلق الله الإنسان ليعطيه كلبًا صغيرًا ليتسلّى معه. لا! بل خلقهما متساويين، رجل وامرأة”. وشدّد البابا على أنّ “مجتمع غير قادر على منح المرأة مكانًا عادلاً لا يتقدّم”. ودعا إلى النضال “ليس إلى الحقوق فحسب، بل إلى لأننا بحاجة إلى المساء في المجتمع ليساعدننا على التغيير”.
بهذه العبارات ردّ البابا على السؤال الذي طُرح عليه حول حقوق النساء أثناء المؤتمر الصحافي في طريق العودة من البحرين يوم الأحد 6 تشرين الثاني، بحسب ما أشار موقع أخبار الفاتيكان.
أكّد البابا أنّ “النضال من أجل حقوق المرأة هو نضال مستمرّ، وهذا لا يعني أننا نريدهنّ أن يصبحوا مثل الرجال. لا، إنهنّ نساء، ونحن بحاجة إليهنّ. والمجتمع الذي يمحو النساء من الحياة العلنيّة هو مجتمع فقير. إنه يفقر نفسه”.
شدّد البابا على أنّ الأمر يتعلّق “بحقوق متساوية” ولكن أيضًا بتكافؤ الفرص. ثمّ أكّد البابا أنّ تكافؤ الفرص والإمكانيات ضرورية للمضي قدمًا وإلاّ أصبحنا فقراء”، مضيفًا أنه لا يزال أمامنا طريق طويل لنجتازه معًا”.
النساء في الفاتيكان: ثورة!
أضاف البابا: “في كل مرة تدخل امرأة الفاتيكان للقيام بعمل ما، تتحسن الأمور”. وأوضح أنّ “للمرأة طريقتها الخاصة في حلّ مشكلة لا تعني الرجل” و”يجب أن يعملا معًا: المرأة على قدم المساواة مع الرجل تعمل من أجل الصالح العام بهذا الحدس الذي تتمتع به المرأة”.
في هذا السياق، تحدّث البابا عن بعض تعييناته: “على سبيل المثال، نائبة حاكم الفاتيكان امرأة، وقد تغيرت الأمور كثيرًا”، على حد قوله. في مجلس الاقتصاد كان هناك ستة كرادلة وستة أشخاص علمانيين، جميعهم من الذكور. لقد غيّرت ووضعت رجلاً وخمس نساء من العلمانيين. وهي ثورة لأن النساء يعرفن كيفية إيجاد السبيل الصحيح، ويعرفن كيفية المضي قدمًا. والآن عيّنت ماريانا ماتزوكاتو في الأكاديمية البابوية للحياة. إنها خبيرة اقتصادية عظيمة من الولايات المتحدة (أطلق عليها اسمها) لمنح هذا المزيد من الإنسانية. النساء يعطين من ذواتهنّ”.
“كما نفعل نحن الأمهات”
نقلاً عن كتابه دعونا نحلم مرة أخرى، ذكّر البابا أنّ “النساء الاقتصاديات”، على سبيل المثال، “غيّرن رؤية الاقتصاد” وأنهن “قادرات على المضي قدمًا”: “لأنّ لديهنّ موهبة مختلفة”. هنّ يعرفن كيف يدرن الأشياء بطريقة أخرى لا تقلّ شأنًا عن غيرها بل هي مكمّلة”.
ثمّ تحدث البابا فرنسيس عن لقائه مع “رئيس حكومة عظيم، أمّ لديها العديد من الأطفال وتمكّنت من حلّ موقف صعب للغاية”، قال البابا أنه قال لها: “قول لي سيدتي، كيف حللت هذا الوضع الصعب؟ وبدأت في تحريك يديها هكذا بهدوء. ثم قالت لي: كما نفعل نحن الأمّهات”.
“مأساة الختان”: “جريمة، فعل إجرامي!”
عند الحديث عن “الحقوق الأساسية”، استنكر البابا بقوة “ممارسة” “ختان الفتيات الصغيرات”: “ولكن كيف يتم ذلك في عالم اليوم، أيُعقَل أنه لا يمكننا إيقاف مأساة ختان الفتيات الصغيرات؟ لكن هذا فظيع. اليوم. نعاني من هذه الممارسة، التي لا تستطيع الإنسانية إيقافها، إنها جريمة، عمل إجرامي!”
