صلاة لأجل السلام قبل أيّام على عيد الميلاد، فيما في قلب أوروبا ما زالت الحرب تزرع الموت والخوف والدمار: هذا ما حصل مساء الأربعاء 21 كانون الأوّل 2022 في بازيليك القدّيس نيقولاوس، القدّيس الذي يُكرّمه الكاثوليك والأرثوذكس، والجسر الروحي بين كنيسة الشرق والغرب.
في التفاصيل التي أوردها القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني، كانت سهرة الصلاة من تنظيم مؤتمر أساقفة إيطاليا وأبرشيّة باري-بيتونتو. وبالاتّحاد مع مسيحيّي أوكرانيا وروسيا، طلبت كنيسة إيطاليا هبة السلام من على قبر القدّيس نيقولاوس، فيما ترأس الصلاة الكاردينال ماتيو تزوبي (رئيس مؤتمر أساقفة إيطاليا)، بحضور السُلطات المدنيّة والدينيّة وممثّلين عن مؤتمر أساقفة كنيسة أوكرانيا الكاثوليكيّة والكنيسة البيزنطية والأوكران المُقيمين في إيطاليا.
من ناحيته، أشار المونسنيور جيوزيبي ساتريانو (رئيس أساقفة باري) إلى أهمية هذا اللقاء حيال الشراكة ولطلب نهاية الرعب قائلاً: “أعتقد أنّ الصلاة بحدّ ذاتها هي الأداة التي تشهد على الرجاء ضدّ جميع أنواع اليأس. هذه اللحظات هي الأنسب لإطلاق نداء لأجل السلام وطلب شفاعة القدّيس نيقولاوس ورحمة الله عبره”.
وعن تطبيق السلام حسّياً، قال ساتريانو: “المشكلة تكمن في أنّ السلام لم يعد يهمّنا منذ فترة طويلة، خاصّة وأنّنا انزلقنا في اللامبالاة وفي نوع من الانطواء على الذات. إنّ صور الإخوة الهاربين من الحرب لا تجعلنا نصرخ سَخطاً! وحتّى هذا يُطبَّق بالنسبة إلى العديد من الموتى في المتوسط… أعتقد أنّه علينا العودة إلى سبل تثقيفيّة وتأمّلات مشتركة، علينا العودة إلى مسألة وضع السلام على جدول أعمالنا اليوميّ”.
أمّا عن دور الديانات وأهميتها، فقد قال المونسنيور ساتريانو: “أعتقد أنّ الديانات مهمّة جدّاً وهذا يظهر عبر عمل الأب الأقدس الذي لا يكلّ مُطالِباً بالحوار بين الأديان، مُقتنِعاً بأنّ الأخوّة المُستعادة قد تكون السبيل الجيّد. يمكن للديانات أن توحّد السماء والأرض، وأن تُمكّننا من إعادة اكتشاف بُعد أساسي للجمال والكرامة في كلّ إنسان. في هذا المجال، أعتقد أنّه يمكن للديانات أن تُساهم في المواجهة السياسيّة والاجتماعيّة. إذاً، ليس علينا التخلّي عن عمل سبل الشراكة”.