Abouna Yaacoub - Wikimedia

أبونا يعقوب: نقدّم إليك يا ربّ ذهب محبّتنا، وبخور صلاتنا، ومُرَّ توبتنا

من أقوال الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

Share this Entry

“نقدّم إليك يا ربّ ذهب محبّتنا، وبخور صلاتنا، ومُرَّ توبتنا، كالمجوس الّذين قدّموا إليك ذهبًا وبخورًا، ولبانًا….

نضع الّذهب عند قدميك. فقدماك يا يسوع المساكين…

ونرفع بخور صلاتنا لتمجيدك، وليس لطلب العلى، والصّحّة، والمال…

ونقدّم إليك المرّ، أمانتنا الحقيقيّة التي نصنعها بإرادتنا، والّتي تأتينا من الآخر، وهذه ثمينة. اقبلها جميعها منّا، لنمجّد اسمك، وليكن نور الإيمان منيرًا طريقنا، وهاديًا لنا في سبيل الخير، والحقّ، والحياة.”

أبونا يعقوب الكبوشي

      هكذا كان أبونا يعقوب يصلّي، أمام مغارة الطّفل الإله…

هكذا كان يعيش الدّهشة، والذّهول، أمام تنازل ابن الله…

فقصّة الخلاص بدأت مع الميلاد…. عاش المسيح الحالة البشريّة بملئها، عاش التّفاني المشبع بالحبّ، فطريق الحبّ أودى به إلى الصّليب، وجعلنا مخلّصين بأنوار القيامة…

يقف الكبّوشيّ أمام المغارة ، وقفة خشوع، ويراقب طهر ذاك المكان، وقدسيّته… يتأمّل، ويرى المسيح الّذي ولد صغيرًا ليجعلنا كبارًا. تواضعه على الأرض يفتح لنا باب السّماء…

ولد في مزودٍ لكنّه أبقى أمّه بتولًا، تخبّأ في المغارة، والسّماء عظمته، رقد في مزودٍ، وجعل جنود السّماء تتقاطر لعبادته.

كلمة الله في المغارة ساكت … لا يتكلّم…. سكت كي لا يخيف الإنسان الخاطئ، ليسمح له بالاقتراب  منه بكلّ ثقة…. ليلتقي به، ويعيده إلى مكانه الصّحيح، إلى حضن الحبّ، والرّحمة….

تجسّدت يا ربّ، لتحوّل خوفنا إلى قوّة، وإلى حبّ، وإلى رجاء…

“زمن الميلاد هو زمن تحويل قوّة الخوف، إلى قوّة محبّة” البابا فرنسيس

  تجسّدت يا ربّ، لتنتشلنا من وحل الخطيئة، وتقودنا إلى فرح الخلاص.

تجسّدت يا ربّ ، لتلمسنا، وتداوي أسقامنا، وتبلسم جراحنا…

تجسّدت لتلتقي بنا، لأنّك تحبّنا…  لتدفئ برد قلوبنا  بوهج رحمتك اللّامتناهية…

“الكلمة صار بشرًا، وعاش بيننا” (يوحنّا 1: 14)

ساعدنا يا ربّ، كي نرى فرح المغارة …ذاك المكان  الّذي جمع الغنيّ بالفقير …والرّعاة بالمجوس… بميلادك وحّدت البشريّة يا ربّ….

علّمنا أن نتعلّم من مريم إمّك، فرح الصّمت، وغبطة التّأمل في قلوبنا…

 يا ربّ  نريد أن نحيا فرح العيد….أنر بصائرنا لنحيا جماليّة التّأمّل بسرّ تّجسدك…

عمّانوئيل …  يا ربّنا أنت معنا…. اجعلنا أقوياء بعزيمتنا ، بعيش التّفاؤل، عندها تصبح عيوننا مشرقة، وجميلة ، وقلوبنا حلوة، ونقيّة….

مدّنا بالإيمان لنحيا فرح  البشارة….

 بميلادك يا يسوع ، يا سيّد السّلام…

 قلوبنا  حزينة… وطننا يتألّم…

أرجوك ، يا طفل المغارة… اهمس في أذن الملاك  : ” اِذهب إلى لبنان… وأعلن البشرى… “

” المجد لله في العلى، وعلى الأرض السّلام”

Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير