كان وصول البابا بندكتس السادس عشر بعد البابا يوحنا بولس الثاني، “بابا الجموع؛ بابا الشبيبة”، وأوّل من أطلق الأيام العالمية للشبيبة، يبدو وكأنّه معقّدًا بعض الشيء. ومع ذلك، حين احتفل للمرّة الأولى بالأيّام العالميّة للشبيبة في كولونيا، في العام 2005، حدث أمر جميل بين البابا والشبيبة، بحسب ما لاحظت ماري لوسيل كوباكي، صحافية في المجلة الأسبوعية La Vie وذلك بفضل ابتسامته الخجولة وعمقه وقوّة وقع كلماته.
وتتابع الصحافية ماري لوسيل كوباكي: “إنّ أصالته وتواضعه أسرا الشباب”.
الغوص في قلب ثقافة الشبيبة
الشباب: كان همّ البابا بندكتس السادس عشر طوال حبريّته يقضي بالبحث عن التقرّب منهم وتفهّم انتظاراتهم ومخاوفهم وآمالهم… حتى إنه استخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتقرّب منهم. في 12 كانون الأوّل 2012، وفي قاعة بولس السادس، وفي جوّ من التصفيق الحارّ، غرّد البابا بندكتس السادس عشر المئة والأربعين حرفًا من تاريخ البابوية على تويتر. لم يتردّد يومًا بالانغماس في ثقافة الشباب الذي يبقى البابا بالنسبة إليهم أبًا قبل كلّ شيء، وشخصيّة خيّرة، وهو من أتاح لهم المجال في الكنيسة وأعطاهم مكانهم ووثق فيهم وحضنهم.
بندكتس السادس عشر، بابا الحريّة الداخليّة
لم يتوقّف البابا بندكتس السادس عشر أبدًا عن حثّ الشباب المهدَّدين باليأس على عدم السماح لأنفسهم بالانهزام. وهذا هي الرسالة التي وجّهها إلى الشبيبة، أثناء اليوم العالميّ للسلام في العام 2011: “أنتم هديّة ثمينة للمجتمع. أمام الصعوبات، لا تسمحوا لأنفسكم بأن تُحبَطوا ولا تتخبّطوا في حلول خاطئة. لا تخافوا من الالتزام، ومواجهة الجهد والتضحية، واختيار المسارات التي تتطلّب الأمانة والثبات، والتواضع والتفاني. عيشوا فترة شبابكم بثقة، ورغباتكم العميقة بالسعادة والحقيقة والجمال والحب الحقيقي! عيشوا هذه المرحلة الغنية والمليئة بالحماس للملء”.
جيل البابا بندكتس السادس عشر
اعتبر الشبيبة استقالة البابا بندكتس السادس عشر كعلامة تواضع ولفتة أمل وثقة وبقي الشباب ممتنين له ويعيدون إحياء جيله على الدوام، حتى أنهم دُعوا “جيل البابا بندكتس السادس عشر”.