يُعتبَر الجذام من أقدم الأمراض في تاريخ البشريّة، وتبقى تشغل بال الكثيرين. هذا ما شدّد عليه البابا فرنسيس برسالة وقّعها في 17 كانون الثاني وأصدرها يوم الاثنين 23 كانون الثاني، بمناسبة المؤتمر الثاني حول مرض هانسن، الذي ينعقد لمدة يومين في معهد أوغسطينيانوم في روما.
عبّر الأب الأقدس عن قلقه إزاء هذا المرض وأشار إلى أنّ “وصمة العار المرتبطة بالجذام تتسبّب في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في أجزاء مختلفة من العالم”. يصيب الجذام، أو مرض هانسن، ما يقارب من ثلاثة ملايين شخص، لا سيما في شبه القارة الهندية – بما في ذلك باكستان وبنغلاديش – وفي البرازيل وإندونيسيا وبورما ومدغشقر وفي مناطق الغابات الأفريقية.
ضد إقصاء المرضى
إن النسخة السبعين من اليوم العالمي للجذام، الذي يُقام هذا العام في 27 و28 و29 كانون الثاني، هي بالتالي فرصة “لمراجعة نماذجنا التنموية وللاستنكار والسعي إلى تصحيح التمييز الذي تسببه”، بحسب ما قال البابا فرنسيس.
وشرح البابا فرنسيس: “يكمن التحدي في إرفاق هذه الإدانة باقتراح قادر على “إلهام مؤسسة خيرية منظمة وتعايش أكثر عدلاً”.
وتابع: “نحن نحتاج تحديدًا إلى أن نسأل أنفسنا عن أفضل السبل للعمل مع الأشخاص المصابين بالجذام، وأن نعاملهم معاملة حسنة كأشخاص، ونعترف بهم كلاعبين رئيسيين في كفاحهم من أجل المشاركة في حقوق الإنسان الأساسية والعيش كأعضاء في جزء من المجتمع”.
دعم روحي
يواصل الأب الأقدس مناشدته على أمل أن “تسمح الجماعات المسيحية لأنفسها أن يبشر بها هؤلاء الإخوة والأخوات وأن تكون في طليعة الجهود من أجل اندماجهم الكامل”.
وينهي رسالته باستدعاء “العديد من القديسين من الرجال والنساء الذين خدموا المسيح مع المصابين بالجذام”، وطمأن المرضى وعائلاتهم والقائمين على رعايتهم بصلواته. واختتم قائلاً: “أتمنى أن تختبروا جميعًا أنّ يسوع جاء لكي يعيش كل رجل وامرأة حياة بوفرة”.