في رسالته الموقّعة في 20 كانون الثاني، ذكر البابا مرارًا وتكرارًا السياسي والشاعر خوسيه مارتي، وهو بطل قومي حقيقي في الجزيرة الكوبية، وُلد منذ 170 عامًا، في 28 كانون الثاني 1853. توقظ شخصيّته ضمائر كلّ من هم موجودون في العالم الذين دُعوا لخلق مناخ من الحوار والأخوّة بهدف إحداث تغيّرات هامّة”. هذا وذكر أيضًا الطوباوي الأب فيليكس فاريلا، شخصيّة مرموقة في الكنيسة الكاثوليكية وُلد في كوبا ثم نُفي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ودافع عن إلغاء العبودية في بلده الأمّ.
شدّد خوسيه مارتي على أنّ هذا الكاهن كان يفصح عن كلّ ما يرى من دون خوف، إنما بعذوبة، وهي فضيلة جوهريّة للحكم، بحسب البابا فرنسيس لأنها تقود إلى الحوار الاجتماعي والسياسي. إنّ الأمر يتعلّق بالنظر إلى الماضي، وعدم نكران الجذور، وهذا يدفعنا إلى التعلّم من شيوخنا، من الإيمان الذي يحرّكهم، ومن تناغم الحياة التي فرضها عليهم الإيمان، من هذا التفاني للشعب”.
حافظوا على أُفق الأخوّة
حذّر البابا من أنّ نماذج الماضي يجب أن تكون مثالاً في القيم. وإن أردنا أن نعزّز الأخوّة التي هي بالغة الأهميّة في وجه الأزمات المتعدّدة التي تهزّ البشريّة فيجب أن نضع الجسور التي تساعدنا على إيجاد الحلول المفيدة معًا حتى لا يُستثنى أحدًا. كلّ ذلك يجب أن يتحقق من خلال الحوار والأفق الواسع للأخوّة الشاملة”.
وذكّر البابا المشاركين أنّ أبطال الماضي يحفّزون أبطال اليوم، الذين في أثناء الجائحة، شهدوا على الإيمان والرجاء والتفاني بسخاء نابع من محبة الله. إنّ هذه المحبة هي “المفتاح لكي نجد التوازن الذي يحدّد اجتماعنا. معًا يمكننا أن نواجه الأزمات الأخلاقيّة والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي نتألّم منها.
افتتح المؤتمر الدوليّ الخامس “من أجل توازن العالم” يوم الثلاثاء 24 كانون الثاني في العاصمة الكوبية لاهافانا، وهو حدث متعدد الثقافات يجمع حوالي 650 شخصًا آتين من 65 بلدًا على الأقلّ. وفي خلال هذا المؤتمر الذي يبقى حتى 28 كانون الثاني، يتمّ التشديد على الحوار بين الثقافات وعلى التحديات التي تواجهها الحركات الاجتماعية والالتزام من أجل السلام أو مكافحة التمييز.