في زيارته الرسوليّة الأربعين، سينطلق البابا فرنسيس من جديد كحاجّ للسلام والمصالحة ليبدأ رحلته يوم غد إلى جمهورية كونغو الديمقراطيّة: وقد قال في ختام صلاة التبشير الملائكي: “إنّ هذه الأراضي الواقعة في وسط القارّة الأفريقية الكبيرة قد واجهت صراعات طويلة وجمهورية الكونغو الديمقراطيّة تتألّم، بالأخصّ في شرق البلاد، بسبب الاشتباكات المسلّحة والاستغلال. إنّ جنوب السودان يتوق أن ينتهي العنف المستمرّ الذي يجبر الكثير من الناس على العيش مشرّدين بعد أن مزّقته سنوات الحرب وفي ظروف صعبة جدًا”.
يوم الثلاثاء 31 كانون الثاني، سيغادر البابا روما ليزور عاصمة جمهورية الكونغو.
كنيسة حيّة في بلد شهيد
بالرغم من عدم الاستقرار السياسي الحالي في البلاد، لا تزال الكنيسة الكونغولية الكاثوليكية إحدى أكثر الكنائس حيوية في أفريقيا. شهد العدد المتزايد للكاثوليك، الذي يشكّل ما نسبته 33 في المئة من السكّان (من بينهم 90 في المئة مسيحيون)، والحضور القويّ للكنيسة، حتى بين الشباب، والدعوات المزدهرة، والنشاط العلماني الكاثوليكي، وحضورها الكبير في المجتمع ووسائل الإعلام.
يشكّل شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية نحو 120 جماعة مسلّحة، من بينها متمرّدين إسلاميين. وتأتي هذه الزيارة أيضًا بعد أسبوعين من هجوم مميت تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية في كنيسة العنصرة في شمال كيفو.
جنوب السودان، مرحلة مسكونية
ذكّر البابا في رسالته بأنه سيصل إلى جنوب السودان، وهي الدولة الأحدث في العالم، برفقة رئيس الأساقفة الأنغليكاني جاستن ويلبي، والدكتور إيان جرينشيلدز.
أثبت عدم الاستقرار المزمن أنّ هذا البلد الفقير الذي يبلغ عدد سكانه 11 مليون نسمة قد انزلق في حرب أهليّة دامية منذ العام 2013. وقد عبّر البابا فرنسيس مرارًا وتكرارًا عن قلقه الدائم على مصير شعب السودان، وعلى مرّ السنين، أطلق العديد من الدعوات من أجل السلام في البلاد، والمبادرات المهمّة. من بينها، نذكر الوقفات الاحتجاجية الخاصة بجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية التي ترأسها كاتدرائية القديس بطرس، في 23 تشرين الثاني 2017. وفي السنة نفسها، أطلق مبادرة “البابا لجنوب السودان”، وهي مساهمة مالية تبلغ قيمتها نصف مليون دولار أمريكي لدعم المشاريع الصحيّة والتعليمية والزراعية في البلاد.
في 11 نيسان 2019، دعا البابا وجاستن ويلبي السلطات المدنية العليا والكنسية في جنوب السودان إلى الاجتماع في رياضة مسكونية في الفاتيكان. وفي ختام الرياضة، في دار القديسة مارتا، قام البابا فرنسيس بلفتة مهمّة وهي تقبيل أقدام الرئيس كيير وخصمه مشار.