عاد البابا ليلتقي بالمؤمنين في ساحة القديس بطرس منتقلاً من قاعة بولس السادس التي كانت مخصّصة لفترة الشتاء، وذكّر بأنّ “المجمع الأوّل” في تاريخ الكنيسة جرى في أورشليم “بهدف التبشير، أي إعلان البُشرى السارّة لغير اليهود”.
أما في القرن العشرين، فقد قدّم المجمع الفاتيكاني الثاني الكنيسة “كشعب الله الحاج على الدوام ويتمتّع بطبيعة تبشيريّة. بين المجمع الأوّل والأخير، يوجد جسر ومهندسه هو الروح القدس”.
تجارب الهروب
شدّد المجمع الفاتيكاني على أنّ “التبشير هو دائمًا خدمة كنسيّة، وليس منعزلاً أو منفردًا أبدًا”، وهو لا ينغمس في الاقتناص. في الواقع، “ينقل المبشّر على الدوام ما قد حصل عليه، لأنّ الديناميكية الكنسيّة لنقل البشارة هي التزام وهي تضمن أصالة البشارة المسيحية. لا يمكننا أن نؤكّد أنّ البعد الكنسيّ للتبشير هو معيار يتحقّق من خلال الحماسة الرسولية.
ثمّ حذّر البابا من “تجربة” التصرّف بفردانيّة أو “اتباع مسارات كنسيّة زائفة وسهلة، واعتماد منطق الدنيويّة للأرقام واستطلاعات الرأي”، والاعتماد على قوّة أفكارنا والعلاقات. إنّ الأمر الأساسي هو أن نترك الروح القدس يحرّكنا.
ثمّ اقترح البابا فرنسيس مرسوم “إلى الأمم” الصادر عن المجمع الفاتيكاني الثاني، وهي وثيقة تتمحور حول النشاط الرسولي للكنيسة”. إنّ النصّ الصادر عن هذا المجمع يؤكّد أنّ “محبّة الله الآب” هي منبع يرتوي منه الكائن البشريّ، ويعمل في نفوس المعمَّدين وغير المعمَّدين”. وشدّد البابا: “إنّ محبّة الله ليست موجّهة لمجموعة صغيرة فحسب”.
اتباع طريق الربّ
إنّ من واجب الكنيسة أن “تتابع رسالة المسيح”. يدعو المرسوم إلى ذلك من خلال اتباع “المسيرة نفسها التي اتبعها المسيح” بأمانة، بقيادة الروح القدس، “درب الفقر والطاعة والخدمة وبذل الذات حتى الموت الذي انتصر عليه بالقيامة”.
وفي الختام، قال البابا: “إنّ العودة إلى الحبّ الأساسي للآب ورسالة الابن والروح القدس تدفعنا إلى “التعرّف بمجانية إلى نعمة ملء الحياة التي نحن مدعوون إليها”. وختم طالبًا الصلاة على نيّة أن يشكر كلّ شخص الله على كنز الإيمان الذي حصل عليه وأن ينقله للآخرين”.