© Www.Cath.Ch

البابا: إنّه أمر أراده الرب لكي يُفهِمَنا…

مقابلة حصريّة للذكرى العاشرة لحبريّة البابا (1)

Share this Entry

“كان المطر يهطل ولم يكن هناك أحد. شعرتُ أنّ الربّ كان موجوداً. إنّه أمر أراده الرب لكي يُفهِمَنا المأساة، الوِحدة، الظلام والوباء”: بهذه الكلمات، تطرّق البابا فرنسيس إلى فترة العزل التي طبعت حبريّته خلال انتشار كوفيد وإلى الصلاة المشهورة “في زمن الوباء” التي تلاها في 27 آذار 2020 في ساحة القدّيس بطرس، وذلك ضمن مقابلة حصريّة أجراها معه الصحافي باولو روداري (من الراديو والتلفزيون السويسري) لمناسبة الذكرى العاشرة على حبريّته، كما كتبت الزميلة إيلين جينابا من القسم الفرنسي.

نُشير هنا إلى أنّ المقابلة عُرِضَت البارحة الأحد 12 آذار عند التاسعة إلّا ثلثاً، أي عشيّة الذكرى (13 آذار 2013)، على أن يتناولها موقعنا بقسمَين.

أسئلة شخصيّة

لم يتوانَ الصحافي عن طرح سؤال “ما الذي يدفع البابا للاستقالة؟” ليُجيب الأخير: “تعب لا يسمح لك برؤية الأمور بشكل واضح. قلّة الوضوح لمعرفة تمييز الوضع، وربّما أيضاً المشكلة الجسديّة”.

وحول النقطة الأخيرة، قال الأب الأقدس إنّه يتبع النصائح التي يطلبها دائماً مِن الذين يعرفهم، “لاسيّما بعض الكرادلة الأذكياء. وهم يقولون لي الحقيقة: تابع، لا بأس، لكن من فضلك اصرخ ما دام الوقت مُتاحاً لكَ”.

في السياق عينه، أقرّ البابا الذي بلغ السادسة والثمانين في كانون الأوّل الماضي أنّه يشعر بثقل السنين وأنّ “مقاومته الجسديّة خفّت” مُضيفاً أنّ المشكلة في الرُكبة “شكّلت له إذلالاً جسديّاً: كنتُ أشعر بالخجل لكوني في الكرسي المدولب”.

ومِن بين المسائل الشخصيّة الأخرى التي تكلّم عنها أسقف بوينس أيريس السابق الذي اعتاد استعمال وسائل النقل العامّة في العاصمة الأرجنتينيّة، قال إنّ ما ينقصه اليوم هو “السَّير والنزول إلى الشارع. كنتُ أمشي كثيراً وأستقلّ المترو والباص مع الناس”.

أمّا عن خياره القاضي بالسكن في دار القدّيسة مارتا، فقد كرّر فرنسيس ما لطالما أكّده، أي حاجته إلى رؤية الناس: “بعد يومَين على انتخابي، ذهبتُ إلى القصر الرسولي. لقد صُنِع بشكل جيّد لكنّه هائل الحجم. والشعور الذي انتابني كان أشبه بقمع بالمقلوب. ونفسيّاً، أنا لا أحتمل هذا. مررتُ بالصدفة أمام الغرفة التي أسكن فيها حاليّاً وقلتُ: “سأبقى هنا. إنّه فندق، وأربعون شخصاً ممّن يعملون في الكوريا يسكنون هنا. المكان يقصده أشخاص من جميع أنحاء العالم”.

وثمة مسألة أخرى كُتِب عنها الكثير في الآونة الأخيرة، ألا وهي العلاقة مع البابا بندكتس السادس عشر الذي كان يسكن في دير “أمّ الكنيسة” في حدائق الفاتيكان: “إنّه رجل الله، وأنا أحبّه كثيراً”.

وفي هذا السياق، تطرّق البابا إلى لقائهما الأخير خلال عيد الميلاد قائلاً: “لم يعد يستطيع أن يتكلّم، بل كان ينطق كلماته بصوت منخفض جدّاً. وجب أن يُترجم أحد ما يقوله، لكنّه كان صاحياً ويطرح أسئلة: كيف حال فلان… وماذا عن تلك المشكلة؟ كان مُدرِكاً لكلّ شيء، وكان تبادل الكلام معه مُمتِعاً. كنتُ أطلب رأيه وهو يُعطيه، لكن دائماً باتّزان وإيجابيّة. كان حكيماً. لكن آخر مرّة كلّمته خلالها، عرفتُ أنّ النهاية قريبة”.

ثمّ شارِحاً مراسم دفن بندكتس، قال فرنسيس إنّ المسؤولين عن تلك الأمور “تعبوا” لتنظيم دفن بابا متقاعد. “كان من الصعب إظهار الفرق بين بابا على الكرسي ومتقاعِد”. ومذّاك الوقت، طالب فرنسيس أن تتمّ دراسة مراسم “لأجل دفن البابوات المستقبليّين، جميع البابوات: الدراسة جارية مع تبسيط للأمور، وحذف ما ليس ليتورجيّاً”.

  • يتبع
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير