© Www.Cath.Ch

البابا: جميعنا خطأة

مقابلة حصريّة للذكرى العاشرة لحبريّة البابا (2)

Share this Entry

كنّا قد بدأنا في مقال سابق استعراض ما قاله البابا فرنسيس ضمن مقابلة حصريّة أجراها معه الصحافي باولو روداري (من الراديو والتلفزيون السويسري) لمناسبة الذكرى العاشرة على حبريّته، كما كتبت الزميلة إيلين جينابا من القسم الفرنسي. ونتابع الآن القسم الثاني منها.

المسائل الكنسيّة والاجتماعيّة والسياسيّة

عندما سُئل “ماذا يعني للحبر الأعظم أن يُدعى بابا الأكثر صِغَراً؟” أجاب: “صحيح أنّني أفضّل المنبوذين، لكن هذا لا يعني أنّني أرفض الآخرين. الفقراء هم أحباب يسوع، لكنّ يسوع لا يطرد الأغنياء. لا أحد مُستَثنى”. وهنا ذكّر الأب الأقدس أنّ “المسيح يدعو الجميع، المرضى، الصالحين والأشرار، الصغار والكبار، الأغنياء والفقراء، الجميع” مُصِرّاً على أنّ “الكنيسة ليست منزلاً للبعض وليست انتقائيّة. هذا هو شعب الله المؤمن: الجميع”.

ثمّ حذّر البابا فرنسيس من “الخطيئة، ومن رجال ونساء الكنيسة الذين يرسمون حدوداً: هذا هو غرور هذا العالم، أن يشعر البعض أنّهم صالحون أكثر من غيرهم، وهذا لا يصحّ. جميعنا خطأة. عندما تدقّ ساعة الحقيقة، ضعوا حقيقتكم أمامكم وسترون أنّكم خطأة”.

عند سؤاله عمّا يمكن لبابا أتى من آخر أصقاع الأرض أن يُعطي لأوروبا، اقتبس الحبر الأعظم الأرجنتيني المواطنة الفيلسوفة أميليا بوديتي التي بالنسبة إليها “يمكن رؤية الحقيقة من الطرف وليس من الوسط: يمكن فهم الشموليّة من البُعد. إنّه مبدأ اجتماعي وفلسفي وسياسي”.

كما وتكلّم الأب الأقدس عن “الحرب العالميّة” الحاليّة قائلاً: “بدأت مُجتزأة والآن لا يمكن لأحد القول إنّها ليست عالميّة. كلّ القوى الكبيرة متورّطة، وساحة المعركة هي أوكرانيا. هناك يتعارك الجميع… وثمة سوق، فالحرب جارية ويتمّ بيع الأسلحة القديمة مع اختبار الأسلحة الجديدة”.

أمّا فيما يختصّ ببوتين الذي التقاه مراراً قبل الصراع في أوكرانيا، فقد أعاد فرنسيس تكرار استعداده للتوجّه إلى موسكو: “بوتين يعرف أنّني تحت تصرّفه للتفاوض. سأخاطبه كما أتكلّم علناً”، قبل أن يشجب ما يحصل: “هناك مصالح ليس فقط خاصّة بإمبراطورية روسيا، بل بإمبراطوريات أخرى. ومن عادة الإمبراطوريات وضع الأمم في الصفّ الثاني”.

كما وأنّ صراعات أخرى تُقلق البابا فرنسيس: “اليمن، سوريا، والروهينغا. لماذا هذه المعاناة؟ الحروب مؤذية، وليس فيها روح الله. انا لا أؤمن بوجود الحروب المقدّسة”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير