“إنها مناسبة لشكر الله على العدد الكبير من الكهنة الذين تنشّأوا في هذه السنوات في إكليريكيّتكم”، هكذا بدأ البابا فرنسيس خطابه في قاعة كليمنتين في القصر الرسولي، مستقبلاً إكليريكيّة القديسة مريم من أبرشيّة كليفلاند، الولايات المتحدة، وقد قدّم بعض الأفكار حول مميّزات المسيرة السينودسية الأساسية لتنشئة كهنة المستقبل.
أصغوا بصمت أمام القربان
تمحورت الميزة الأولى حول الإصغاء، بالأخص إلى صوت الربّ، لأنّنا وحدنا، لا يسعنا القيام بشيء. وتابع البابا: “يحفّزنا هذا الإدراك على إفساح المجال للرب في حياتنا، والتأمّل في كلمته، وإيجاد النور لمسيرتنا من خلال المرافقة الروحية، وبالأخص تمضية الوقت معه بالصلاة، والإصغاء بصمت أمام القربان”.
ذكّر البابا بأهميّة “الإصغاء إلى صوت الله في عمق قلبنا وتمييز إرادته في حياتنا. إنه أمر ضروري للنموّ الداخليّ، بالأخص أمام المهام العاجلة والصعبة”.
في هذا الصدد، شدّد البابا على أنّ الحياة الإكليريكية تتيح فرصة تنمية عادة الصلاة التي تساعد الإكليريكيّ في خدمته المستقبلية.
روح الشراكة
اقترح البابا الميزة الثانية في المسيرة السينودسية وهي السير معًا. “إنّ فترة تنشئتكم في الإكليريكية هي مناسبة لتعميق روح الشراكة الأخويّة، ليس بين بعضكم البعض فحسب، بل مع أسقفكم، مع كاهن الرعية معكم، مع المؤمنين الملتزمين والعلمانيين والكنيسة جمعاء. علينا أن نعي بأننا ننتمي إلى هذا الشعب الكبير الذي نال وعود الله كنعمة وليس كامتياز”، مستخدمًا “صورة الراعي الصالح مع قطيعه، الذي يقف أحيانًا أمامهم ليريهم الطريق: وتارةً في الوسط ليشجّعهم وطورًا في الخلف، ليرافق من يعانون أكثر من غيرهم”.
الشهادة ليسوع الحاضر في العالم
في الختام، تحدّث البابا عن الميزة الثالثة: الشهادة: الإصغاء إلى الله والسير مع الآخرين يحملان الثمار باعتبارها علامات حيّة ليسوع الحاضر في العالم. وتمنى أسقف روما، بأنّ “هذه السنوات التي تمضونها في الإكليريكية تهيّئكم لكي تبذلوا أنفسكم لله بالكامل ولشعبه القدّوس، في العزوبية وبقلب لا يتشاركه أحد، مذكّرًا إلى أيّ مدى تحتاج الكنيسة إلى حماسكم وسخائكم وغيرتكم لكي تظهروا للعالم بأنّ الله حاضر على الدوام معنا وفي كلّ ظروف حياتنا”.