Abouna Yaacoub

نفسي ثمينة نظرًا للسّعادة المعدّة لها

من أقوال الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“نفسي ثمينة نظرًا لشرف أصلها، قد أنقذها الله من يد الشّيطان بالفداء. لأجل ذلك قدّم حياته، ودمه الثّمين.

نفسي ثمينة نظرًا للسّعادة المعدّة لها.

هي إبنة الملك السّماويّ مختارة للجلوس بالقرب منه، وللملك معه.”

أبونا يعقوب الكبّوشيّ

     نفوسنا عزيزة على قلب الرّبّ… نحن نبض حبّ في حضن الآب السّماويّ… همّه الوحيد أن يسير بنا نحو الخلاص. بسط يديه على الصّليب لنكون فرحين… حمل الصّليب، وسار، معلنًا أجمل قصّة حبّ، فباتت طريق الجلجلة، درب خلاصٍ، وقيامة…

ازداد إيمانه بالملك السّماويّ ، ذاك الملك الّذي يصغي إلى أهات أبناء رعيّته، ليحضنهم بحنانه… ليزوّدهم بالحبّ… ليمدّهم بالقوّة… ليطهّرهم، فيزيد أيّامهم فرحًا، ويقودهم إلى برّ الخلاص…

اعتبر أبونا يعقوب أنّه حيث كثرت الخطيئة، طفحت النّعمة…

رحمة الرّبّ لا تقاس، نراه يسرع، ويسعى وراءنا لإغاثتنا… نراه بين الخطأة، والنّازفين، والبرص، والمرضى، والمنبوذين، والتّعساء، ليبلسم برحمته جروحهم، ويكفكف بيده الطّاهرة دموع آثامهم…

“كنت أعلم أنّه إلهٌ حنون رحوم، بطيء عن الغضب، كثير الرّحمة، ونادم على فعل الشّرّ” (يونان4/2)

الرّبّ يحبّنا… يدعونا دومًا إلى العودة إليه، لنربح الهدف الأسمى… نعمة الرّبّ تغمرنا لتُسكِنَ اضطرابنا، وتبدّد خوف قلوبنا، نعمة الرّبّ تبدّدُ آلامنا، وتحوّلها إلى طيب حبّ، وإيمان…

إلهنا يتألّم لخطيئتنا، ويفرح بنا إن أسرعنا نحوه طالبين المغفرة، مرتمين بين أحضان رحمته…

لمّا عاد الإبن الضّال إلى بيت أبيه ” تحرّكت أحشاء أبيه” (لوقا 15: 20 ). يذكر “فرنسوا فاريون” في كتابه “إلهنا يتألّم” : ” الكلمة واردة في الأصل اليونانيّ esplagknisthe  تشير فعلّا إلى اضطراب في الأحشاء. ليس الأمر مجرّد عاطفة سطحيّة، بل انقلاب الكيان رأسًا على عقب. فرح الأب لا ينبعث من اللّامبالاة كما ينبعث حدثٌ عابر، بل من خوفٍ قتّال أُصيب بالتّفتّت : ” ابني كان ميتًا فعاش، وضالًّا فوجد”. “

إنّه قلب الأب … إنّه قلب الحبّ…

قلبك ربّي يُعيدنا من غربة الخطيئة، إلى بيتك الأبويّ، حيث تنتظرنا رحمتك، وتغمرنا بوشاح الرّجاء، حيث ستضمّنا إلى شعلة قلبك المتّقدة شوقًا إلى توبتنا…

يا أبانا السّماويّ … إنّنا نخطئ أمام السّماء، وأمامك…

“أقوم، وأمضي إلى أبي، وأقول له: ” يا أبي ، خطئت إلى السّماء، وأمامك”(لو 15/18)

في ظلّ ظروف صعبة نعيشها تنهش سلامنا، نودّ يا ربّ أن ننهض، ونسرع نحوك وحدك…

 نشتعل حبًّا بك، ونطلب رحمتك…

أضرم يا ربّ قلوبنا إيمانًا، ورجاءً،

مدّنا بأنوار شعلة قلبك الطّاهر، فميراثنا الوحيد هو حضن رحمتك…

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير