“يا أخي الخاطئ، الله يريد مصادقتك، يريد ضمّك إلى قلبه الإلهي…
أَقلِع عن الخطايا غير صامٍّ أذنيك عن صوت رحمته…”
أبونا يعقوب الكبّوشيّ
رحمة الرّبّ تنادينا دومًا…
نبض قلبه يفرح عندما نلقي برؤوسنا التّعبة على صدره…
رحمة الرّبّ لا تقاس… مهما كانت خطيئتنا كبرى، نراه يفتح ذراعيه، ليضمّنا إليه، ويكفكف دموع ضعفنا، ويمسح عن وجنتنا الهمّ، والألم، والشّحوب…
يدعونا الطّوباويّ أبونا يعقوب، إلى أن نصغي إلى صوت الرّبّ، ونتشجّع، ونثابر…نتسلّح بدرع الإيمان، ونجاهد جهاد المسيحيّ، أي نتبع المسيحَ، وتعليمه، ونقتدِي بمَثلِه…
يدعونا الكبّوشيّ إلى أن نتوب، وننهض من كلّ ما يرمي بنا وسط الخوف…
يدعونا إلى أن نحبّ…
هكذا عاش أبونا يعقوب الجهاد المسيحيّ … هكذا أحبّ…
حمل متاعب القريب، وراح يسعى إلى تنهّدات راحةٍ يقدّمها إليه… شابه الرّجال الأربعة الّذين حملوا المخلّع، وساروا غير مهتمّين بمشقّاتٍ تعترضهم… لأنّهم تسلّحوا بالإيمان…
هؤلاء أحبّوا المخلّع… وكانوا بلسم آلامه…
بتضحيتهم، ومثابرتهم، وشجاعتهم خفّفوا ثقل أتعابٍ أضنت حياة ذاك المتألّم، وجعلوه قريبًا من الرّبّ… بين أحضان رحمته …
وحده الحبّ قادر أن يشفي الآلام…
وحده الحبّ قادر أن يحوّل العذاب فرحًا… لا قداسة بدون محبّة… لا قداسة بدون إيمان…
ذاك كان فرح الكبّوشيّ الّذي أراد أن يحيا مشيئة الرّبّ، فوجد نفسه أمام مَهمّة مقدَّسة، ومقدِّسة، أراد أن يكون قريب المتألّم، والمحتاج…
آمن بالمصلوب ، لطالما ردّد: “لا يكفي للسّماء أن يكون مسيحنا مات على الصّليب لأجلنا، بل أن نحملَ صليبنا. لا يكفي كَوْني مسيحيًّا، بل عليّ أن أعملَ، وأنا في حالة النّعمة أعمالًا صالحة.”
هذا الحبّ … تلك الابتسامة الخيِّرة الّتي أهداها إلى من تألّم، ليسانده في ضعفه، ويصلّي معه، ويرافقه، ويقوده بالرّحمة، والإيمان، والمحبّة، إلى اللّقاء بالرّبّ…
مع الأم تريزا نصلّي:” إجعلنا يا ربّ جديرين بخدمة إخوتنا، وإخواتنا، أعطهم اليوم، بواسطة حبّنا السّلام، والسّعادة.”
ليتنا نَصِلُ، من خلال سعينا اليوميّ، إلى تخفيف آلامٍ، تجرّح أشواكها نفس قريبنا …
ليتنا نستطيع، بالرّغم من ما نمرّ به من صعوبات، وخوف، وقلق، أن نتمتّع بذاك الإيمان المندفع، والمثابر، نصمّ آذاننا عن كلّ ما يهدّد سلامنا، غير ملتفتين إلى ضجيج ما حولنا، كي نَصِلَ إلى فرح لقياك يا ربّ…