“لا أريد أن أتفوّه بكلمات، بل أريد أن أعبّر لكم عن قربي منكم، أنا قريب جدًا، من كلّ قلبي، وأنا أصلّي معكم بهذا الوضع الصعب والقاسي”: هذا ما قاله البابا فرنسيس، عند استقباله يوم الجمعة 24 آذار، في القصر الرسولي في الفاتيكان، عائلات عمال المناجم البولنديين الذين لقوا حتفهم في مناجم الفحم في 20 و23 نيسان 2022.
في التفاصيل، وقع الحادث الأوّل في منجم فحم بينوفيك وخلّف خمسة قتلى وسبعة في عداد المفقودين. والحادث الثاني، في مصنع زوفيفكا، وخلف قتيلين وعشرة أشخاص على الأقلّ في عداد المفقودين.
صلّى البابا بصمت على نيّة من فقدوا حياتهم ومع من فقدوا حياة أقاربهم، وقال: “لا أعرف ماذا أقول أمامكم. إنّ الصمت يشير إلى التعاطف. إنّ فقدان زوج أو والد في حادث كهذا، هو أمر فظيع. وبمجرّد ما أن يكونوا قد دُفنوا هنا، في المناجم…”
هذا وفسّر البابا بأنّ “الغضب” يمكن أن يكون أيضًا “صلاة”: “يوجد صمت الأموات وصمت الله. وهذا الصمت يدفع بنا إلى الشعور بالغضب. لا تخافوا: هذا الغضب هو صلاة. إنه سؤال “لماذا؟” الذي نطرحه باستمرار أمام هذه الحالات. والجواب: “في الظلام، الله هو بالقرب منا. لا نعلم كيف إنما هو بالقرب منا”.
منح البابا بركته لأقرباء عمال المناجم وحيّاهم شخصيًا.