أيّها الإخوة والأخوات، مساء الخير!
شكرًا، صاحب السّيادة الأسقف الجليل على كلماتك، شكرًا للأخت سالفيا، والأب بيتر سانجاجاف، وروفينا على شهاداتكم، وشكرًا لكم جميعًا لحضوركم وإيمانكم! أنا سعيد للقائكم. إنّ فرح الإنجيل هو الذي دفعكم، أنتم الرّجال والنّساء المكرّسين في الحياة الرّهبانيّة أو بالرّسامة الكهنوتيّة، إلى الحضور هنا ولتكريس أنفسكم، مع إخوتكم وأخواتكم العلمانيّين، لله وللآخرين. أحمَدُ الله لذلك، في صلاة التّسبيح الجميلة، في المزمور 34، وأستلهم هذا المزمور لأشارككم بعض الأفكار. يقول المزمور: “ذُوقُوا وَانظُرُوا مَا أَطيَبَ الرَّبَّ” (الآية 9).
“ذُوقُوا وَانظُرُوا”، لأنّ فرح الرّبّ وصلاحه ليسا شيئًا عابرًا، بل يظلَّان في الداخل، ويعطيان معنى وطعمًا للحياة، ويُظهِران الأشياء بطريقة جديدة، كما قُلْتِ لنا أنتِ، روفينا، في شهادتك الجميلة. أريد إذًا أن أتذوَّق طعم الإيمان في هذه الأرض، بالتّذكير بقصص ووجوه وحياة بُذِلَتْ هنا من أجل الإنجيل. بَذلُ الحياة من أجل الإنجيل: إنّه تعريف جميل لدعوة المــُرسَلين المسيحيّين، ولا سيّما الحياة التي يعيشها المسيحيّون هنا. أن نبذل حياتنا الخاصّة من أجل الإنجيل!
أذكر الأسقف وينشسلاوس سيلجا باديلا (Wenceslao Selga Padilla)، أوّل مدبر رسوليّ، ورائد المرحلة المعاصرة للكنيسة في منغوليا وهو باني هذه الكاتدرائيّة. ومع ذلك، فإنّ الإيمان هنا لا يعود فقط إلى التّسعينيات من القرن الماضي، بل له جذور قديمة جدًّا. هناك خبرات الألفيّة الأولى، التي بدأت بالحركة التّبشيرية للكنيسة ذات التّقليد السّرياني التي انتشرت على طول طريق الحرير. ثمّ أعقبها جهد إرسالي كبير: كيف لا نذكر البعثات الدّبلوماسيّة في القرن الثّالث عشر، ثمّ النّشاط الرّسوليّ الذي ظهر مع تعيين جيوفاني دا مونتيكورفينو (Giovanni da Montecorvino)، حوالي عام 1310، أوّل أسقف لخان باليق (Khān Bālīq)، وكان مسؤولًا عن كلّ هذه المنطقة الشّاسعة من العالم تحت حكم السّلالة المغوليّة يوان (Yuan)؟ وهو الذي قام بأوّل ترجمة إلى اللغة المنغوليّة لكتاب المزامير والعهد الجديد. وهذه القصة الكبرى لحب الإنجيل عادت إلى الظّهور من جديد بطريقة خارقة في سنة 1992، مع وصول المرسلين الأوائل من جمعية قلب مريم الطّاهر، ثمّ انضمّ إليهم ممثّلون لمؤسّسات أخرى، من الإكليروس الأبرشي والمتطوعين العلمانيّين. بين جميع هؤلاء، أريد أن أذكر العامل النّشيط والغيور، الأب ستيفانو كيم سيونغ هيون (Stephano Kim Seong-hyeon). ونذكر خدَّامًا أمناء كثيرين للإنجيل في منغوليا، وبعضهم معنا هنا الآن، وبعد أن قضوا حياتهم من أجل المسيح، يرون الآن ويتذوَّقون أعاجيب الله المستمرّة والعاملة فيكم ومن خلالكم. شكرًا.
لكن لماذا تقضون الحياة من أجل الإنجيل؟ إنّه سؤالٌ أطرحهُ عليكم. كما قالت روفينا، الحياة المسيحيّة تستمرّ وهي تطرح الأسئلة علينا، مثل الأطفال الذين يسألون دائمًا أسئلة جديدة، لأنّهم لا يفهمون كلّ شيء في سنّ طرح الأسئلة. حياتنا المسيحيّة تقترب من الرّبّ يسوع وتطرح دائمًا أسئلة علينا، حتّى نفهم الرّبّ يسوع بشكل أفضل، ونفهم رسالته بشكل أفضل. لنبذل حياتنا من أجل الإنجيل لكي نتذوّقه (راجع المزمور 34). الله الذي جعل نفسه مرئيًا وملموسًا والذي نلاقيه في يسوع. نَعَم، هو الخبر السّارّ الموجَّه إلى جميع الشّعوب، هو النّبأ الذي لا يمكن للكنيسة أن تتوقَّف عن نشره، والذي تجسِّدُه في الحياة وتهمسه في قلب الأفراد والثّقافات. لغة الله، في كثيرٍ من المرّات، هي هَمسٌ بطيء، يأخذ وقته: هكذا يتكلّم الله. اختبار محبّة الله في المسيح هو النّور النّقي الذي يبدِّل الوجه ويجعله هو أيضًا مُشِعًّا بالنّور. أيّها الإخوة والأخوات، تولد الحياة المسيحيّة من التّأمل في هذا الوجه. إنّها مسألة حبّ، ولقاء يومي مع الرّبّ في الكلمة وفي خبز الحياة، وفي وجه الآخر، وفي المحتاجين، الذين يكون يسوع حاضرًا فيهم. لقد ذكّرتنا بهذا، أنتِ الأخت سالفيا، بشهادتك، شكرًا لك! أنتِ هنا في هذا البلد منذ أكثر من عشرين سنة، وتعلّمتِ أن تتعاملي مع هذا الشّعب: شكرًا.
بحضوركم مدّة ثلاثين سنة في منغوليا، أنتم، أيّها الكهنة الأعزاء، والمكرّسون والعاملون الرّعويّون، قمتم بنشاطات كثيرة مختلفة في مجال أعمال المحبّة، التي تستنفد معظم طاقاتكم وتعكس وجه المسيح الصّالح، والسّامري الرّحيم. إنّه مثل بطاقتكم الشّخصيّة، التي جعلتكم محترمين ومقدَّرِين، بسبب الإحسانات الكثيرة التي صنعتموها لكثير من الناس في مختلف المجالات: المساعدة الاجتماعيّة، والتّربية، والرّعايّة الصّحية وتعزيز الثّقافة. أشجعكم للاستمرار في هذا الطّريق الخصب والمفيد للشّعب المنغولي الحبيب.
في الوقت نفسه، أدعوكم إلى أن تذوقوا وتنظروا الرّبّ، وأن تعودوا دائمًا ومن جديد إلى تلك النّظرة الأولى التي وُلِدَ منها كلّ شيء. بدون هذه النّظرة، تضعف القِوى، ويوشك الالتزام الرّعوي أن يصير تقديم خدمات عقيم، وسلسلة من الإجراءات الواجبة التي تنتهي في نهاية المطاف بأنّها لا تعطي شيئًا إلّا التّعب والإحباط. أمّا إن بقينا على اتصال بوجه المسيح، والبحث في الكتاب المقدس والتّأمل فيه في سجود وصمت أمام بيت القربان، سوف تتعرفون عليه في وجوه الذين تخدمونهم، وستشعرون بالفرح الحميم والذي يملأ قلوبكم بالسّلام حتّى في الأوقات الصّعبة. هذا ما نحتاج إليه، اليوم ودائمًا: لا إلى أشخاص منشغلين ومشتتين ينفِّذون المشاريع، ويوشكون أحيانًا أن يشعروا بالمرارة لحياة ليست سهلة بالتّأكيد، لا: المسيحيّ هو الذي يقدر أن يسجد، أن يسجد بصمت. ثمَّ، ومن هذا السّجود ينبع النّشاط. لا تنسوا السّجود. نحن فقدنا قليلًا معنى السّجود في هذا القرن العملي: لا تنسوا أن تسجدوا، ومن السّجود انطلقوا. يجب أن نعود إلى الينبوع، إلى وجه يسوع، وأن نتذوَّق حضوره: إنّه كنزنا (راجع متّى 13، 44)، واللؤلؤة الثّمينة التي تستحق أن نبيع كلّ شيء من أجلها (راجع متّى 13، 45-46). الإخوة والأخوات في منغوليا، الذين لديهم إحساس قوي بالمقدّسات – كما هو الحال في القارّة الآسيويّة – وتاريخ ديني رحب وواضح، ينتظرون هذه الشّهادة منكم ويعرفون كيفية التّعرّف على صدقها. إنّها شهادة عليكم أن تقدّموها، لأنّ الإنجيل لا ينمو بالبحث عن أتباع، بل الإنجيل ينمو بالشّهادة.
إنّ الرّبّ يسوع، الذي أرسل تلاميذه إلى العالم، لم يرسلهم لنشر فكر سياسي، بل ليشهدوا بحياتهم على العلاقة الجديدة مع الله الآب، الذي صار ”أبانا“ (راجع يوحنّا 20، 17)، وبدأ بذلك تأسيس أخُوّة ملموسة مع كلّ الشّعوب. والكنيسة التي تنشأ من هذا التّفويض هي كنيسة فقيرة، تعتمد فقط على الإيمان الصّادق، على القائم من بين الأموات، لا سلاح له ويجرِّدُ من كلّ سلاح، وهو القادر على تخفيف عذابات البشريّة الجريحة. لهذا، إنّ الحكومات والمؤسّسات المدنية ليس لها ما تخشاه من عمل البشارة بالإنجيل الذي تقوم به الكنيسة، لأنّه ليس لها أيّ هدف سياسي تريد أن تحقِّقَه، لكنّها تعرف فقط قوّة نعمة الله المتواضعة، وكلمة الرّحمة والحقيقة القادرة على التّقدّم بعمل الخير للجميع.
لتحقيق هذه الرّسالة، منح المسيح كنيسته هيكليّة تذكّر بالانسجام القائم بين مختلف أعضاء الجسد البشري: وهو الرأس الذي يواصل إرشادها، ويفيض في الجسد، أي فينا، روحه عينه، الذي يعمل بواسطة علامات الحياة الجديدة التي نسميها الأسرار المقدّسة. ولضمان أصالتها وفعاليتها، أقام الرّتبة الكهنوتيّة، التي تمنح علاقة حميمة معه، هو الرّاعي الصّالح الذي يبذل حياته من أجل القطيع. وأنت، أيّها الأب بيتر، دُعِيتَ إلى هذه الرّسالة. شكرًا لك لأنّك شاركتنا خبرتك. وهكذا في شعب الله المقدّس الموجود في منغوليا يفاض فيه ملء المواهب الرّوحيّة. وبناء على هذا، أدعوكم إلى أن تروا في الأسقف لا مديرًا، بل الصّورة الحيّة للمسيح الرّاعي الصّالح الذي يجمع شعبه ويوجِّهُهم. إنّه تلميذ أُعطِي كمال الموهبة الرّسوليّة لبناء أخُوَّتكم في المسيح وتجذيركم في هذه الأمّة وهويتها الثّقافية النّبيلة. ثمّ، كون أسقفكم هو كاردينال، هذه إشارة إضافية تعبِّرُ عن قربكم: أنتم جميعًا، بعيدون في الجسد، لكنكم قريبون جدًّا من قلب بطرس، وكلّ الكنيسة قريبة منكم، ومن جماعتكم، التي هي حقًّا كاثوليكيّة، أي جامعة، وتجتذب إلى منغوليا، في شركة كنسيّة كبيرة، تعاطف جميع الإخوة والأخوات المنتشرين في جميع أنحاء العالم.
وأؤكّد على هذه الكلمة، ”الشّركة“. لا تُفهم الكنيسة على أساس أنّها هيئة لها أداء وظيفي: لا، الكنيسة ليست هيئة لها أداء وظيفي، والكنيسة لا تنمو بالبحث عن أتباع، كما قُلتُ سابقًا. الكنيسة أمرٌ آخر. كلمة ”الشّركة“ تشرحُ لنا جيّدًا ما هي الكنيسة. في جسد الكنيسة هذا، لا يقوم الأسقف بإدارة مكوِّناتها المختلفة، بناءً على مبدأ الأكثريّة، بل يديرها وفقًا لمبدأ روحي، به يكون يسوع نفسه حاضرًا في شخص الأسقف، حتّى يضمن الشّركة في جسده السّرّي. بكلمات أخرى، الوَحدة في الكنيسة ليست مسألة نظام واحترام، ولا هي خطة استراتيجيّة جيّدة ”للعمل الجماعي“. إنّها مسألة إيمان ومحبّة لله، إنّها مسألة أمانة لله. لذلك من المهمّ أن تتحدّ جميع المكوِّنات الكنسية حول الأسقف الذي يمثّل المسيح الحيّ وسط شعبه، وكذلك تُبنَى الشّركة السّينوديّة التي هي بالفعل إعلان، وتساعد كثيرًا على غرس الإيمان.
أعزَّائي الــُمرسَلون والمــُرسلات، ذوقوا وانظروا الموهبة التي هي أنتم، وذوقوا وانظروا جمال عطائكم أنفسكم عطاء كاملًا للمسيح الذي دعاكم لتشهدوا لحُبِّهِ الخاصّ هنا في منغوليا. استمروا في شهادتكم له، بتقوية الشّركة بينكم. اشهدوا ببساطة حياة قانعة، مقتدين بالمسيح، الذي دخل أورشليم على ظهر أتان، ثم جردوه حتّى من ثيابه على الصّليب. كونوا دائمًا قريبين من النّاس، مع هذا القُرب الذي هو أسلوب الله: الله قريب ورؤوف وحنون – القُرب والرّأفة والحنان. كونوا كذلك مع النّاس، اعتنوا بهم شخصيًّا، وتعلَّموا لغتهم، احترموا وأحِبُّوا ثقافتهم، ولا تسمحوا لأنفسكم بالانجرار إلى البحث عن ضمانات دنيويّة، بل ظلُّوا ثابتين في الإنجيل، بحياة روحيّة وأخلاقيّة مستقيمة ومثالية. بساطة وقرب من الناس. ولا تتعبوا من تقديم الوجوه وقصص النّاس التي تلاقونها إلى يسوع، والمشاكل والهموم، واقضوا الوقت في الصّلاة اليوميّة، ذلك يسمح لكم بالثّبات في أعمال الخدمة، وأن تستمدُّوا من “إله كلّ تعزية” (2 قورنتس 1، 3) الرّجاء الذي يجب أن تسكبوه في قلوب كلّ المتألّمين.
أيّها الإخوة والأخوات، في الواقع، بقربنا من الله، يقوى فينا اليقين، كما يبيِّن لنا المزمور 34 دائمًا: “الأغنِياءُ اْفتَقَروا وجاعوا ومُلتَمِسو الرَّبِّ ما مِن خَيرٍ يُعوِزُهم” (الآية 11). وبالطّبع فإنّ أحداث الخلل والتّناقضات في الحياة تهمّ المؤمنين أيضًا، وحاملو البشارة بالإنجيل لا يُعفَوْن من ثقل القلق الذي تتصف به حياة كلّ إنسان: ولا يخشى صاحب المزمور من ذكر الشّرّ والأشرار، لكنّه يقول إنّ الله يسمع صراخ المتواضعين “ومِن جَمِيعِ مَضَايِقِهِم يُنقِذُهُم”. لأن “الرَّبّ قَرِيبٌ مِن مُنكَسِري القُلُوبِ وَيُخَلِّصُ مُنسَحِقِي الأَروَاحِ” (18-19). لهذا تقدِّم الكنيسة نفسها للعالم صوتًا متضامنًا مع كلّ الفقراء والمحتاجين، ولا تصمت في وجه الظّلم، وتتعهد بوداعة بالعمل على تعزيز كرامة كلّ إنسان.
أيّها الأعزاء، أنتم التّلاميذ المرسلين، لكم في مسيرتكم سَنَدٌ أكيد: أُمُّنا السّماويّة، – وكنت سعيدًا جدًّا أن أكتشف أنّها أرادت أن تعطيكم علامة ملموسة على حضورها المتواضع بينكم وعنايتها بكم، من خلال العثور على صورة لها في مكَبٍّ للنفايات. هناك ظهر هذا التّمثال الجميل للحبل بلا دنس: هي النّقية، المصونة من الخطيئة، سمحت بأن يخلط بينها وبين نفايات المجتمع، وظهر نقاء والدة الإله المقدّسة وأمُّ السّماء مع تراب القمامة. وسمعت أيضًا عن الرواية المنغولية الجميلة عن suun dalai ijii: الأم ذات القلب الكبير مثل بحر من الحليب. في رواية ”تاريخ منغوليا السّرّي“ جاء نور من فتحة الخيمة (الجير) العليا، ليتَمّ حَمْلُ الملكة ألونغو (Alungoo)، وأنتم يمكنكم أن تروا في أمومة مريم البتول عمل النّور الإلهيّ الذي يرافق من العُلَى خطوات كنيستكم في كلّ يوم.
ارفعوا نظركم إلى مريم، واطمئنوا. واعلموا أنّ الصّغر ليس مشكلة بل مصدر قوّة. نَعَم، الله يحبّ الصّغار ويحبّ أن يصنع أمورًا عظيمة بواسطة الصّغار، كما تشهد بذلك مريم العذراء نفسها (راجع لوقا 1، 48-49). أيّها الإخوة والأخوات، لا تخافوا من الأعداد الصّغيرة، ولا من النّجاح إذا تأخر، ولا من الأمور المهمّة التي لا تظهر. هذا ليس طريق الله. لننظر إلى مريم، إنّها في صغرها أوسع من السّماء، لأنّها قبلت في ذاتها الذي لا تستطيع السّموات وسماء السّموات أن تسعه (راجع 1 ملوك 8، 27). أيّها الإخوة والأخوات، لنُوكِلْ أنفسنا إليها، ولنطلب أن تجدِّد حماسنا، وتمنحنا حُبًّا متحمسًا لا يتعب أبدًا من الشّهادة للإنجيل بفرح. وسيروا إلى الأمام، بشجاعة، ولا تتعبوا من أن تسيروا إلى الأمام. أشكركم كثيرًا على شهادتكم. اختاركم الرّبّ يسوع ويثق بكم. وأنا معكم ومن كلّ قلبي أقول لكم: شكرًا، شكرًا على شهادتكم، شكرًا على حياتكم التي تقضونها من أجل الإنجيل. استمِرّوا على هذا النحو، ثابتين في الصّلاة، وخلَّاقين في المحبّة، راسخين في الشّركة، فرحين وودعاء في كلّ شيء ومع الجميع. أبارككم من قلبي وسأذكركم دائمًا. ومن فضلكم، لا تنسَوْا أن تصَلُّوا من أجلي. شكرًا.
***********
© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2023
Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana