Mongolie - Messe, Steppe Arena @ Vatican Media

البابا: نظر الله الحنون لا ينسى أحدًا وينظر بحبّ إلى كلّ واحدٍ من أبنائه

النصّ الكامل لكلمة شكر لقداسة البابا فرنسيس
في ختام القدّاس الإلهيّ داخل بناء “ستيبي أرينا” الرّياضي في أُولانْباتار
الأحد 3 أيلول 2023

Share this Entry

أودّ أن أنتهز حضور هذَين الأخوَين الأسقفَين، أسقف هونج كونج السّابق، وأسقف هونج كونج الحاليّ، لأُرسلَ تحيّة حارّة إلى الشّعب الصّينيّ النّبيل. أتمنّى للشّعب كلّه الأفضل، والاستمرار، والتّقدّم دائمًا! وأطلب من الكاثوليك الصّينيّين أن يكونوا مسيحيّين صالحين ومواطنين صالحين. شكرًا لكم جميعًا.

شكرًا على كلماتكم، صاحب النّيافة، وشكرًا على هديّتكم! قلتم إنّكم في هذه الأيّام لمستم لمس اليد كَم هو عزيزٌ عليَّ شعب الله الذي في منغوليا. هذا صحيح، لقد انطلقت في رحلة الحجِّ هذه بترقُّب كبير، ورغبة في أن ألتقي بكم وأتعرّف عليكم، والآن أشكر الله من أجلكم، لأنّه من خلالكم هو يُحِبُّ أن يحقّق أمورًا عظيمة في من كان صغيرًا. شكرًا لأنّكم مسيحيّون صالحون ومواطنون صادقون. سيروا إلى الأمام بوداعة وبدون خوف، وكونوا أكيدين أنّ الكنيسة كلّها قريبة منكم وتشجّعكم، وتأكّدوا أنّ نظر الله الحنون لا ينسى أحدًا وينظر بحبّ إلى كلّ واحدٍ من أبنائه.

أحيّي الإخوة الأساقفة والكهنة والمكرّسين والمكرّسات، وكلّ الأصدقاء الذين قَدِمُوا إلى هنا من بلدانٍ مختلفة، وخاصّة من مناطق متنوّعة من القارّة الآسيويّة الشّاسعة، والتي يُشَرِّفُني أن أكون فيها اليوم وأُعانِقُها بمودة كبيرة. أُعبّر عن شكري الخاصّ للذين يساعدون الكنيسة المحليّة ويسندونها روحيًّا وماديًّا.

في هذه الأيّام، حضَرَتْ، في كلّ لقاء، وفودٌ مهمّة من الحكومة: أشكر السّيّد الرّئيس والسُّلطات على استقبالهم وكرمهم، وعلى كلّ التّحضيرات التي قاموا بها. لَمَستُ لَمْسَ اليَدّ الكرم التّقليديّ: شكرًا!

أحيّي أيضًا بحرارة الإخوة والأخوات من الطّوائف المسيحيّة الأخرى ومن سائر الأديان: لنستمرّ في النّمو معًا في الأخوّة، ولنَكُنْ بذور سلام في عالم تشوبه للأسف حروبٌ وصراعاتٌ كثيرة.

وأودُّ أن أوجّه فكرة خاصّة مع شكري إلى كلّ الذين عمِلوا هنا، عمِلوا كثيرًا ومدّة طويلة، ليجعلوا هذه الزّيارة ممكنة وجميلة، وإلى كلّ الذين حضّروا لها بالصّلاة.

صاحب النّيافة، لقد ذكّرتنا بأن كلمة ”شكرًا“ في اللغة المنغولية تَشتَقّ من الفعل ”ابتهج“. شكري ينسجم مع هذا الحدس الرّائع للغة المحليّة، لأنّ شكري مليء بالبهجة والسّرور. إنّه شكر جزيل لكم، أيّها الشّعب المنغولي، لأنّكم قدَّمْتُم لي في هذه الأيام صداقتكم، وشكرًا على القدرة المطبوعة فيكم لتقدير أبسط جوانب الحياة، ولأنّكم تحافظون بحكمتكم على العلاقات مع التّقاليد، ولأنّكم تُولُون دقائق الحياة اليوميّة كلّ عناية واهتمام.

القداس هو فعل شكر، هو ”الإفخارستيا“. الاحتفال به في هذه الأرض يذكّرني بصلاة الأب اليسوعيّ بيير تيلار دي شاردان (Pierre Teilhard de Chardin)، الذي رفعه إلى الله قبل 100 سنة بالضّبط، في صحراء أوردوس، ليس بعيدًا من هنا. قال ما يلي: “أسجد، يا ربّ، لحضورك في هذا الكون الذي بدأت الحرارة تشتدّ فيه، وفي صورة كلّ ما سألتقيه، وكلّ ما سيحدث لي، وكلّ ما سأحقّقه في هذا اليوم. إنّي أحبّك وانتظرك”. كان الأب تيلار ملتزمًا في الأبحاث الجيولوجيّة. كان يحبّ حبًّا شديدًا أن يقيم القداس الإلهيّ، لكن لم يكن معه خبز ولا خمر. فألف قداسه على مائدة العالم، وعبّر عن تقدمته بهذه الكلمات: “اقبل يا ربّ هذا القربان الجامع الذي تقدّمه لك الخليقة المنجذبة إليك مع هذا الفجر الجديد”. وقد وُلِدَت في ذهنه من قبل صلاة مماثلة عندما كان في الجبهة خلال الحرب العالميّة الأولى، حيث كان يعمل حامل نقالة. هذا الكاهن، الذي أُسيء فهمه مرارًا، قد أدرك أنّ ” الإفخارستيا يُحتفل بها دائمًا، نوعًا ما، على مذبح العالم” وأنّها “مركز الكون الحيويّ، ومصدرٌ فائضٌ بالمحبةِ وبحياةٍ لا تنضب” (رسالة عامة بابوية، كُنْ مُسَبَّحًا، 236)، حتّى في وقت مثل عصرنا، عصر التّوترات والحروب. لذلك لنصلِّ اليوم بكلمات الأب تيلار ولنقل: “أيّها الكلمة المتلألئ، أيّتها القدرة المتّقدة، أنت الذي تخلق المتعدّد لتسكب حياتك فيه، إنّا نبتهل إليك، ابسُطْ علينا يدَيك القديرَتَين، يديك الحنونَتَين، يدَيك الحاضرَتَين في كلّ مكان”.

أيّها الإخوة والأخوات المنغوليّون، شكرًا لكم على شهادتكم، bayarlalaa! [شكرًا!]. بارككم الله. أنتم في قلبي وستبقون في قلبي. من فضلكم، أذكروني في صلواتكم وأفكاركم. شكرًا.

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2023


Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير